محمد عبدالرحمن
أسئلة "الجنوب" لجماعة الإخوان.. لماذا كل هذه الشيطنات؟
ثماني سنوات من زمن المعركة وآلاف الشهداء الذي ارتموا في حضن البلاد دفاعاً وفداءً، ثمان عجاف كان الإخوان فيها يقودون زمام الشرعية وقيادة المعركة في مسار الهزيمة والخذلان، وبعد أن استعاد الجنوب حيويته وبدأت ملامح عودة الانتصار على الإرهابية الحوثية تتشكل في الجنوب، وبدأت عودة الروح المفقودة إلى الشارع الجنوبي الذي استطاع الصمود طيلة هذه المعركة بأقل الإمكانيات وبالكثير من التضحيات، بعد كل ما قدمه الجنوب وما وضعه من رؤى تمنح المعركة شمالاً صهيلاً ومدفعاً، استأثر الإخوان بالسلطة وأقسموا أن لا يتركوها لغيرهم، وتعاهدوا على أن يكون الجنوب مرتعاً للنهب وأن يبقى الشمال شماعة بقاء المعركة التي يقتاتون منها، بعد كل هذا يضع الجنوب بعض أسئلة تطوف في أذهان كل يمني، ووحدهم الإخوان من يمتلكون الإجابة.
سؤال: لماذا الجنوب هدفاً للنهب والنفوذ وليس منطلقاً للمعركة نحو الشمال؟ طوال ثماني سنوات وأنتم تعززون نفوذكم في الجنوب، وتوجهون كل قدراتكم وإمكانياتكم في التحكم به والسيطرة عليه والتغلغل في مفاصله، تدور المعركة وتشتعل الجبهات والمعارك وأنتم تخوضون في أصناف وأنواع الخذلان والبيع والمتاجرة، سلبتم نفطه وتاجرتم بدمه وتركتموه في مهب الرياح بصوت مجروح ومبحوح، وبعد أن تجاسر وقوي عوده قال كفى لهذا العبث، تعالوا للعودة بكم إلى صنعاء، فضربتم جرحه مرة أخرى بطعنات الغدر
سؤال: لماذا أفزعتكم دعوات الجنوب من أجل وحدة البنادق أولاً؟ قال الجنوب وهو لا يزال في مترسه متخندقا يقاوم الجحافل الإرهابية الحوثية، إن وحدة البنادق الآن هي أقدس ما يمكن وصفه للوحدة، البندقية أولاً هي من تصنع النصر، البندقية أولاً ومن ثم نتحاور ونتعايش، قال لكم الجنوب إن بندقيته معكم بدون تردد، أفزعتكم دعواته وحولتموها إلى دعوات تتعلق بقطعة قماش، لا دعوات التضحية بالدم، أفزعتكم دعواته وخوفاً منها أثرتم قضايا تجاوزها الوقت والأحداث، وداست عليها الحوثية الإرهابية فور سقوط صنعاء، أفزعتكم دعوات الجنوب فحولتموها إلى انفصال وتشطير، وتغاضيتم عمداً عن هندسة الانفصال القادمة من صنعاء وسراديب الحوثية الإيرانية.
سؤال: قال لكم الجنوب هيا إلى صنعاء.. فلماذا ذهبتم إلى عدن؟ وكأن عدن تطوف في شوارعها رايات طهران وحزب الله وليس صنعاء، ذهبتم إلى عدن في الوقت الذي كانت صنعاء تنتظر صولة البنادق ولعلعة الرصاص وفرحة النصر، تحولتم من جبال نهم وتنازلتم عنها واستحلى لكم هواء البحر وروعة عدن، حشدتم المدافع والمدرعات، وحرفتم بوصلة المعركة نحو عدن، ناشدكم الجنوب أن صنعاء أولى من عدن، تحرير صنعاء أقدس من احتلال عدن مرة أخرى، قال لكم الجنوب إن الطريق إلى صنعاء أقصر الطرق من أجل الانتصار، فنزعتم رغبة النصر ولبستم ثوب الهزيمة وتوشحتم الفساد وتركتم صنعاء وذهبتم نحو الجنوب.
سؤال: لماذا الهزائم طوال ثماني سنوات؟ كانت المعركة في بداياتها الأولى وكنتم من يقودونها، تمسكتم واستأثرتم بكل قرارات الشرعية وحولتم هادي إلى ركيزة أساسية لممارسة شيطناتكم في المعركة، كان السلاح مخولاً بأيدكم، وأموال السعودية والإمارات تحت تصرفكم من أجل المعركة، حولتم الشرعية إلى فندق أنتم الوحيدون نزلاؤه، وغيركم من الأطراف زوار أو مطالبون بالتصحيح، استوليتم على كل عوامل الانتصار والتقدم في المعركة، ولم نر شيئاً سوى فساد وهزائم رافقتكم، كنتم تتحججون بالوهم والمؤامرات ولكن الزمن فضحكم ونثر بيانات خداعكم وطموحات مشاريعكم التي بنيتموها من جماجم اليمنيين ودمائهم.
سؤال: لماذا تصرخون من تصحيح وضع المعركة وانتصار الجنوب؟ كان كل شيء في طوعكم وتحت نفوذ سياساتكم من أجل المعركة واستعادة الشمال، خنتم وخذلتم، وبانت الحقيقة في كبد الشمس، وكنتم إحدى أدوات الحوثية الإرهابية في ترسيخ نفوذه شمالاً ومحاولة إضعاف الجنوب، وبعد أن بدأت المعركة تسير في طريق التصحيح استدعيتم كل أنواع المؤامرات على البلاد، وأعلنتم حالة العداء المستطير لكل الأطراف التي وجدت على عاتقها المضي قدماً في استعادة وهج المعركة وتصحيح مسارها، تحاولون إثارة النعرات المناطقية وفي اعتقادكم أن الناس سوف تصطف إلى جانبكم، تحاولون أن تخادعوا الناس باسم الوحدة والجنوب وفي اعتقادكم أن مثل هذه الشعارات لا زالت براقة، كم من الوقت أنتم بحاجة إليه لتعرفوا الحقيقة وتميلوا عن غروركم وتصيروا في موقف المطالب بالمغفرة بعد الاعتراف بالكارثة التي أحدثتموها بحق بلاد وشعب ودماء بلا حصر لها.
اتركوا الجنوب يمضي في سبيل الخلاص، نحن التواقون إلى انتصاراته ومعه سنرفع رايته الجنوبية ونتقدم نحو الشمال ونستعيد صنعاء.