محمد عبدالرحمن
من أجل مونديال كأس العالم.. قطر تفوز بالحوثيين من جديد
في ظل الصراعات التي تؤججها الدولة القطرية في البلدان العربية وخاصة منذ أحداث 2011 ودورها المشؤوم في تخريب الدول العربية تحت يافطات ثورية سرعان ما انكشف زيفها، وفي ظل استمرارها في دعم الجماعات الإرهابية والمليشيات العسكرية في مختلف البلدان، تستمر ومنذ بداية الحرب في اليمن بدعم الجماعة الحوثية الإرهابية بالاستيلاء على صنعاء وبقية المناطق في اليمن، في امتداد للتعاون القطري الإيراني في المنطقة، ويمثل الدعم القطري الذي يتنوع بتنوع الجماعات المتشددة مثل جماعة الإخوان والجماعة الحوثية دافعاً لاستمرار تلك الجماعات في تنفيذ أجندة عابرة للحدود تعود بالنفع على دول تسعى لأن تكون اليمن بؤرة للإرهاب بشقيه الحوثي والداعشي.
عندما رأت قطر أن مصلحتها باستمرار الهجمات التي تنفذها جماعة الحوثي الارهابية على السعودية وقصف المنشآت النفطية والمنشآت المدنية وخاصة في ظل ما تسمى ب"الأزمة الخليجية"، كانت تعمل على ضخ الأموال بطرق غير شرعية وبأساليب التوائية منها مُنح النفط المجاني التي كانت تصل إلى ميناء الحديدة ويتم بيعها للسوق المحلي بسعر مرتفع تكسب الجماعة الحوثية من ورائها ملايين الدولارات التي تعزز من خلالها القدرات العسكرية الصاروخية من أجل استمرار القصف على السعودية والإمارات، وهذا الأمر واضح ولا يستطيع أحد أن يشكك بالدور القطري في دعم الحوثية الإرهابية بشكل مباشر وغير مباشر.
في الأشهر المقبلة تستعد قطر لاستضافة مونديال كأس العالم 2022، ومن أجل أن ينجح هذا المونديال بدون أي مشاكل أو عوائق تقف أمام نجاحه، كان للدور القطري اسهام كبير في صناعة الهدنة في اليمن وتمديدها، حتى وإن كان دورها خفيا في هذا العملية، لكن هناك مصلحة قطرية من وراء الهدنة في اليمن، يجعلها تضغط بكل ثقلها إلى تمديدها، وربما يمكن القول إن قطر استطاعت الاستفادة من الالحاح الأمريكي لهدنة في اليمن وتحويله إلى مصلحة قطرية أيضاً يمكن معها أن تساهم قطر بشكل أكبر ومن خلال العديد من الأساليب لاستمرار الهدنة.
الاستجابة الحوثية للهدنة ووقف عملية استهداف المنشآت السعودية وخاصة المطار ات المدنية يأتي تعبيراً صريحاً عن الدور القطري الداعم لهذه الجماعة، لأن بقاء الأجواء السعودية في ظل تهديد الصواريخ الايرانية التي تطلقها الجماعة الحوثية من اليمن سوف يعزز من عوائق نجاح مونديال كأس العالم، باعتبار ان السعودية أحد مراكز وصول المشجعين القادمين من الخارج، حيث ستصبح المطارات السعودية نقطة وصول الجماهير ومن ثم انتقالها إلى قطر براً، هذا ما تم التعبير عنه مؤخراً حيث تم إعادة افتتاح منفذ سلوى الرابط بين المملكة العربية السعودية وقطر بشكل رسمي.
ومن أجل تمديد جديد للهدنة في اليمن، ومن خلال المفاوضات التي تجري برعاية الأمم المتحدة، ربما سوف تعمل قطر على أن تسهم بشكل كبير في تقديم الدعم المالي للحوثيين بطريقة غير مباشرة، مثل أن تقوم بتقديم مبلغ مالي كبير دعماً للبنك المركزي في صنعاء تحت مسمى المساهمة بدفع رواتب الموظفين، هذا الدعم على الرغم أنه علني وعلى أنه إسهام في صرف المرتبات، لكنه يحمل أهدافاً تسعى قطر من خلالها أن تمديد الهدنة وإلى إبقاء الأجواء السعودية في مأمن من هجمات الحوثية الإرهابية على الأقل حتى انتهاء مونديال كأس العالم 2022.
الدعم القطري من أجل الهدنة في اليمن لا يشمل بقية الفصائل المتشددة التي تدعمها في الداخل اليمني مثل جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة، هي فقط تشمل وقف الصواريخ الايرانية التي تطلقها الحوثية الإرهابية على المطارات السعودية من أجل تأمين وصول الجماهير التي ستحضر فعاليات ومباريات مونديال كأس العالم، اما بقية الجماعات الأخرى فهي لا تزال مستمرة في تنفيذ الأجندة القطرية – الايرانية وخاصة في الجنوب، حيث جماعة الإخوان لا تزال تتمسك بالسيطرة على بعض المواقع والمدن في الجنوب وترفض الانصياع للمتغيرات التي فرضها الواقع، وتعمل على إدخال الجنوب في دوامة صراع كبير من أجل إفشال كل المساعي الساعية إلى استقراره الذي يؤدي إلى توحيد الجهود من أجل المعركة نحو استعادة الشمال من المخالب الايرانية.
من أجل مونديال كأس العالم كسبت قطر من الهدنة في اليمن تأمين الأجواء السعودية من الصواريخ الايرانية وفازت بالحوثيين كجماعة قديمة-جديدة تعمل في تنفيذ الأجندة من خلال الحرب أو من خلال الهدنة كما هو واضح الآن.