م. مسعود أحمد زين
انقلاب الشمال ومستقبل الجنوب
اليوم أكمل الحوثي السنة الثامنة في حكم صنعاء وكل محافظات "العربية اليمنية" باستثناء مديريات في مأرب وتعز وحجة.
لا توجد استعدادات عسكرية حقيقية لإسقاط هذا الحكم بالقوة ولا تشجع كل الأطراف الخارجية اليوم هذا الخيار.
لا توجد معارضة سياسية حقيقية لهذا الحكم من داخل المناطق التي يسيطر عليها الحوثي، ولا يوجد أي طرف سياسي محلي (مؤتمر أو إصلاح أو ناصري أو غيره) على استعداد لتبني نهج المعارضة السياسية للحكم الحوثي من الداخل ولو حتى بكتابة شعارات على الجدران في ظلام الليل أيام المناسبات الوطنية فقط (وليس بشكل دائم).
هذا هو الواقع السياسي اليوم في "العربية اليمنية" وليس للحوثي بنهجه السياسي الجديد القائم على الحكم السلالي أي علاقة بمشروع الوحدة والجمهورية التي اتفق عليها شركاء وحدة 1990.
وبالتالي لم يعد الجنوب ملزما بالتشارك مع صنعاء في نظامها السياسي الجديد.
بقي من رباط الأخوة هو الدعم الجنوبي الصادق لأي طرف سياسي محلي يريد استعادة النظام الجمهوري في صنعاء بشرط أن يتقدم المبادرة بنفسه وعلى الجنوب الدعم والإسناد،
غير كذا لن يكون الجنوبيون ملكيين أكثر من الملك.
أمام هذا التغير السياسي الجذري في صنعاء فإن الجنوب لن يتخلى عن حقه المشروع في الحفاظ وإعادة تأهيل مؤسسات الدولة على التراب الذي يسيطر عليه، ويترك أمر تحديد العلاقة بين صنعاء وعدن مستقبلا للتوافق بما يضمن تبادل المصالح والاستقرار لكليهما عندما يستعيد إخوتنا الدولة التي سقطت من أيديهم في 21 سبتمبر 2014م.
*من صفحة الكاتب على الفيسبوك