محمد العلائي

محمد العلائي

تابعنى على

نخب التنوير وأسلوب الآباء القساة

Saturday 17 December 2022 الساعة 08:04 am

مشكلة بعض الكُتَّاب، ممن يعتبرون أنفسهم تنويريين ومرشدين في مجتمعاتهم، هو أنهم لا يمتلكون سوى طريقة واحدة: التذكير المستمر بتفوق المجتمعات والشعوب الأخرى، تفوق الغرب مثلاً.

يعتمدون تحديداً على المقارنات التبسيطية الجائرة بنبرة جارحة تثبط الهمة بدلاً من استنهاضها.

هذه الطريقة تشبه أسلوب الآباء القساة المشهورين في القرى بالنكد والجهامة والشدة في التعامل مع أولادهم.

فطوال الوقت "يعيرونهم" بتفوق أولاد آخرين، يذكرونهم بنجاحهم وعلو همّتهم.

طوال الوقت يجعلون أولادهم يشعرون بالدونية والصغار والتخلف المحبط.

هذا الأسلوب ربما ينفع في حالات، قد يفيد في بعض المرات، لا شك في ذلك.

لكن أن يكون هو الأسلوب الوحيد، فياله من أسلوب فاسد في الأبوة أو في التنوير والتربية والتثقيف والإصلاح.

أنا متعب، غارق في خرابي وتعاستي، وهذه الطريقة وحدها لا تساعدني.

لستُ أعمى لكي لا أرى تفوق الآخرين وازدهار أحوالهم.

لا بد أن هناك شيئا ما أنا بحاجة إلى فهمه.

ساعدني بلطف وتواضع على استعمال عقلي لفهم وتعليل ظروفي إلى جانب فهم وتعليل ظروف الآخرين الذين تذكرني بتفوقهم.

ليس التفوق طبيعتهم ولا الانحطاط طبيعتي.

إن طريقتك هذه في التنوير والإرشاد لا تنتمي إلى تفوّق الآخرين، بل هي جزء لا يتجزأ من انحطاطي.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك