نبيل الصوفي
العهد الجديد للشرعية وتداعيات التوجه الفاسد
تتحول مواقف الناس من بعضهم وفقاً للمنصب الذي يتصوره كل منهم عن الآخر.
ولهذا وقف جيش من الناس مع التوجه الفاسد الذي سيطر على الشرعية منذ توقيع اتفاق الرياض وتعزز بسقوط الدولة كلية وتشرد الجميع.
أتحدث عن التوجه لا عن طرف من الأطراف، فالجميع عزز هذا التهشم، والجميع تداول عليه، والجميع لا يزال يسعى إلى نقله للعهد الجديد، ومن أغلق عليه الباب في الرياض يحاول في الجوار، ومن جفت عليه مأرب يدور تعز أو عتق أو أياً كان.
لا أقصد بيعاً وشراءً، بل أقصد استقطاب الثقة، فمادمت تملك القرار الذي سيخدمني فإذاً أنت الأقوى وأنت الصواب إياك نتبع وبك نستعين.
هل هذا ينتج تضامناً متطوراً كل مرة للحفاظ على هذا التصور؟
بمعنى أن التحالفات الداخلية مع صاحب القوة تقتضي تجويد الفكرة والعمل والتغيير، على الأقل للحفاظ عليه من دواعي الدهر وعوامل الخراب.
للأسف لا.. بل يصبح باباً لتداول الأخطاء والخطايا كما هي، ثبات في الوجهة الخطأ وتحرك فيروسي لنقلها من مكان لآخر.
لا إنجاز.. لا مراجعة للنزاهة والأداء.. لا إعادة تفكير مرة وثانية وثالثة.
مجرد نسخ ولصق للمقدمات.. ومن ثمّ انتظار نفس النتائج، وهات يا لف ودوران.
وهذا عبث يسحق قيم المجتمع.. لا الفشل يكتفي ولا المجتمع يتراجع، يزداد زحام الناس على طرق وأفكار النهب المصغر الشعبي.. تنافساً، فيما التصحيح والتقييم والنضالية تذوي يوماً بعد يوم.
كأننا نتعاهد على أن نستمر في السقوط حتى آخر رمق.
يا لطيف يا جماعة..
ما هذه المحنة العظيمة التي ابتليت بها بلادنا.