سمية الفقيه

سمية الفقيه

تابعنى على

صهاينة الداخل والفنادق..!!

Thursday 25 May 2023 الساعة 10:15 am

أن تبني جاهك وسلطتك على أنقاض البطون الخاوية، فهذا يعني قمة الانحطاط القيمي والانتهازية المطلقة في حب الذات والشخصنة الحياتية.

وأن يصل بلدك للدرجة، التي يكون فيه ما يقارب المليون موظف بلا راتب، فهذا وطن لم يبقَ فيه سوى اللصوص، والانتهازيين والأشد إجرامًا ودموية، هم فقط من يمكنهم العيش.

الإحصائيات الأخيرة تشير إلى أن ما يقارب مليون موظف يمني بلا رواتب نهائيا، وهذا معناه أن أسرهم وعددها مليون أسرة تنام بدون عشاء، وربما بدون غداء وصبوح أيضا، وأطفالهم مليون طفل لا يدرسون ولا يتعالجون، والسبب الراتب المقطوع وذلك بالتالي فتح الباب على مصراعيه لأطفال وشباب قد يتحولون لمجرمين  وإرهابيين قادهم الجوع وضيق العيش وجبروت السلطة لمستنقع الجريمة والانحرافات.

وأن تكون مليون أسرة بلا رواتب، فمعناه أيضا أن تتعرض مليون من نسائهم وبناتهم للانحراف بسبب الحاجة والحرمان.

إنها كارثة بكل المقاييس الإنسانية والحقوقية وترفضها وتستنكرها كل الشرائع الدينية، النصرانية واليهودية أيضا.

فما يحدث عندنا من بغي وظلم وقطع لأرزاق الكادحين، لا تفعله حتى السلطات الصهيونية بالفلسطينيين.

فمنذ سبعين سنة والصهاينة ما قطعوا راتب فلسطيني واحد، بينما عندنا المسلمين، المصلين الصايمين، جوعوا وشردوا مليون موظف يمني.

كان حري بتجار الحرب أن يفصلوا بين صراعاتهم وأحقادهم وضغائنهم السياسية، وبين قوت الموظفين الغلابى ولقمة أبنائهم.

ما كل هذا الجبروت يا سلطتي الداخل والفنادق، السابحين في ملكوت يخصهم فقط، فسلطة الداخل ينعمون بخيرات البلد دونما أي مبالاة لعذابات اليمنيين، وسُلطة الخارج يعيشون الترف بكل أشكاله، وقد تحوّلت الحرب، إوزة تبيض لهم بيضًا من ذهب.

وما أسهل جوع الغلابى على السلطتين، وما أبشع أن تعيش في وطن تحوّل حكامه لوحوش سائمة لا تشبع ولا تقنع، وقد تجردوا من كل ضمير، ونزاهة ووطنية وآدمية، يصرون على المراهنة على شعب يحتضر، تزداد فيه كتائب الأموات والجوعى، يربطون بطون الأطفال والعجائز، بينما هم وأطفالهم يعيشون رغد الحياة ونعيمها.

ولا عزاء للكادحين!