التضحيات الشخصية في المعارك العامة عظيمة.
أن تختطف وتسجن 6 سنوات تقضي 4 منها دون أن ترى الشمس إطلاقا.. مقطوع عنك العالم الخارجي دون حتى اتصال أو زيارة.
ثم تنقل لمعتقل في ورشة تسليح.. وتعاني على مدار اليوم وتضرب عن الطعام شهرا.. وتكافح لتبقى شامخا رافعا رأسك مؤمنا بقضيتك متباهيا بها..
فأنت إذاً من كنت تحاصر السجان.
البطلان محمد محمد عبدالله صالح وعفاش طارق محمد عبدالله صالح، سنعايدكما هذه المرة وجها لوجه بعد سنوات بقيتما فيها تسجنان الحوثي في سجنه.
بطلان من أبطال ديسمبر، وصديقان من محيط نضاله.
قلت لمحمد: ما مدى شعورك بكره الحوثة؟
فقال لي: أكره إيران التي عبئتهم ضد وطنهم وشعبهم، أما هم أغلبهم جهلة، كنت أناقشهم من نهج البلاغة، وعمر وعلي، وليس لديهم سوى سيدهم وجهله.
ورفض عفاش الاستماع لما يسميها "المهادرة"، وهي الحصة الإجبارية من محاضرات سيد جهلهم.
من ضمن مآخذهم دعوى: أنتم شاركتم حرب العرب ضد الخميني أيام حرب العراق..!
لكما الحياة ولنا بكما الشرف، وعبركما لكل أسير الاحترام والتقدير.
وطننا قضية نحمله في أرواحنا.. وأنتما نموذجان للتضحية والالتزام، كنتما كذلك لحظة المعركة وبين جدران السجون.
واليوم، يسابقان الزمن للعودة إلى جبهتهما حيث إخوانهما ورفاقهما وجنودهما.
وللحديث بقية طولى.