نبيل الصوفي
سلام الحوثي.. الأمل المفقود والوهم الموعود
حين وقَّع الزعيم (صالح) اتفاقاً مع الحوثي في 2016 ضج العالم بأجمعه مستنكراً، جماعات وأفراداً.
مع أنه لا يصح إدانة أي طرف يرى أنه يمكنه مشاركة الحوثي على مشروع تعاون جماعي، منفتح على البقية.
في الوقت الذي كان فيه الحوثي يتعنتر ضد الجميع، كان الزعيم -رحمه الله- ومن صنعاء يقول: نريد جواراً قومياً مع أشقائنا، ولن تستقر البلاد إلا بحوار بين كافة الأطراف السياسية.
يعود اليوم الحديث عن السياسة والتفاوض طريقاً لاستعادة الدولة اليمنية واحتواء جميع أطرافها.
محلياً، لم يعد هناك طرف يثق بالحوثي، ففي 2017 كان الزعيم هو آخر من حاول.
وإقليمياً، تختبر السعودية ادعاء الحوثي أنه جاد في تحقيق السلام، بعد فشله في فرض سيطرته جنوباً وعجزه عن الصمود لا في الحديدة ولا في شبوة، وعجزه عن تحقيق هدف محوره الخارجي كله بإسقاط مأرب.
وبعد توقف الحرب ضده باتفاق "ستوكهولم" سيئ الصيت.
يعرض الحوثي أدبه وتوقف عنترياته، مقابل مخصصات مالية تنقذه من تنامي الغضب في مناطق سيطرته من الحال المادي المتردي.
وتجاه ذلك، فلنرحب بأي جهد خارجي يجرب ما جربه اليمنيون جميعاً، فكل فسحة سلام لليمنيين من سياط الذراع الإيرانية هو مكسب.
نترك لهذه الأطراف أن تجرب، ونتمنى أن تنجح، أما الحوثي فلا أمل فيه ولا أمان.
لن نشكك في نية من يحاول إعادة اليمن إلى ما قبل 2014، وإعادة الجميع للحوار السياسي فذلك في النهاية هو هدف الحركة الوطنية بكل مكوناتها، وهو الذي حاول الحوثي إسقاطه بالسلاح والدم خدمة لأجندة الحرس الثوري.
علينا أن نتمسك بقضيتنا ومعركتنا.. فالحوثي مجرد مركز قوة أنشأته إيران لخدمتها ضد قيام دولة يمنية.
مشروعنا هو التزامنا، إن عادت الدولة اليمنية بالسلام فهو أمر عظيم.. وإلا فالحرب هي مجرد محصلة طبيعية لمجموع الأذى والأذية الحوثية الخمينية.
لم يقرر أي يمني الحرب ضد ذراع إيران.. لكنهم يخوضونها كالتزام مفروض عليهم بسبب رؤية هذه الذراع لهم ولبلادهم.