بعد فوز منتخبنا للناشئين على العراق، ثم على السعودية، ظهرت بعض فيديوهات ومنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، تستكثر هذا الفوز بطريقة "مقززة"، توحي بأن منتخبنا لا يستحق الفوز، بذرائع كثيرة فيها من الانتقادات الكثير والتشكيك الأكثر، منها التزوير بالأعمار والتشكيك باللاعبين.
وظهرت أيضًا تساؤلات منها (كيف لمنتخب أن يفوز مباراة تلو أخرى وهذا لم يحدث في أي بطولة من قبل؟، وأيضًا، كيف لمنتخب يعيش بلده الحروب والصراعات وأسوأ الظروف ويفتقر للإمكانيات في شتى الجوانب أن ينتصر على منتخبات تعيش الرفاهية وتتوفر لديها كل الإمكانيات الكروية والمادية والاجتماعية؟
حقيقة، لم تُشكِّل هذه الانتقادات والتشكيك أي عائق بالنسبة للاعبين، بل على العكس تمامًا زادتنا وزادتهم إصرارًا على التميز، وربما كانت دافعًا لهم على المثابرة للوصول إلى الكأس، وزادتنا بهم فخرًا وبمنتخب استطاع أن يكسر طوق الحرب ومآسيه وإحباطاته ويظهر أكثر إصرارًا على إثبات نفسه وإبداعه بأداء ولا أروع، أداء مشرف ومهارات كروية أذهلت العالم، وشدت إليه الانتباه ونال تقدير الجميع لعباقرة يستحقون النجومية، وتُرفع لهم القبعات وتنحني لهم الهامات زهوًا وسموًا.
يُقال إن "السُلَّم المكسور يجعلك تخطو خطوات للأمام لا أن تعود للوراء"، وهذا ما أثبته لاعبونا، وتلك الانتقادات لم تجعلهم فقط يخطون خطوات، بل قفزوا قفزًا ليحملوا كأس الانتصار وأثبتوا أن "الكرة تتكلم يمني" رغمًا عن كل المشككين، و الحاسدين لنجاحه ونجوميته.
فهنيئًا لنا ولكم الفوز، وهنيئا لوطننا بكم نجومًا تتلألأ في عتمة نفق أضاء بكم، وحققت أقدامكم ما لم تحققه عقليات السياسيين الذين لم يزيدونا إلا بوسًا وشقاء.
استمروا هكذا نجومًا حتى تصلوا للعالمية بإذن الله.