بين ما كنا وما أصبحنا، هاويات سحيقة من الحرائق والمقابر والمشانق والدمار والانهيار، ووطن مسجى على ضريح العداوات والثارات السياسية والضغائن الحزبية، وحرب دمرت بلداً بأكمله وحولته ركاماً.
لم تشهد الأوضاع سوءًا عبر تاريخ اليمن، كما هي حاليًا، فالأوضاع تسير من نفق مظلم لنفق أشد عتمة، ومن هاوية لهاوية، ومن هلاك لهلاك ومن فوضى لفوضى أكبر منها. لا شيء يوحي بالسلام، ورغم كل هذا الويل والواقع المنهار إلا أننا لم نعد نسمع ونرى أي ثائر أو معارض لكل ما يجرى كما كانوا يفعلون من قبل، كالمظاهرات والمسيرات والخطب الرنانة على تردي الأوضاع وحال الناس، علما بأننا في الوقت الحالي اوضاعنا وصلت للحضيض اكثر من اي وقت مضى وما من ثائر.
كل مدن اليمن، بلا استثناء، سواءً الواقعة تحت سيطرة عصابة الحوثي او الشرعية، حال الناس فيها يندى له الجبين من فقر وجوع وحاجة وحرمان في ظل وضع اقتصادي وسياسي وعسكري خطير وسيئ للغاية، ألقى بظلاله على معيشة الكادحين، ورغم ذلك ما من ثائر او متظاهر يقول للظالمين "كفاكم ظلمًا، نريد أن نعيش كما كل الناس في العالم".
فأين ذهب الثائرون والمتظاهرون والمتأسون على حال الناس؟ كيف استطاع البغاة ان يُلجموا ألسنتهم بينما بطونهم وبطون أولادهم تتضور جوعًا وفاقة وفقرًا وبطالة؟
للأسف، استطاع الظالمون وسلطة الأمر الواقع سواءً الشرعية وعصابة الحوثي الإرهابية أن يقمعوا الناس بالحديد والنار والسجون والقتل... الخ، وألجموهم وهم بدورهم انساقوا وصمتوا رغم أنين امعائهم الخاوية وحياتهم البائسة ووضعهم الأشد إيلامًا وحسرة وبكاءً ونحيباً.. وعجبي!