دعوة المجتمع الدولي واستجابته لمطلب دعم المؤسسة العسكرية الشرعية، بحاجة إلى حزمة إصلاحات وتدابير، تعطي صورة مختلفة عن تسع سنوات من حرب، أثخنت (الجيش الوطني) بالخيبات والخيانات والاختراقات المتتالية.
(الجيش الوطني) علينا أن نقر إن أردنا دعماً حقيقياً بحاجته لإصلاح بنيوي شامل، بحاجة لإعادة تحديد وتعريف عقيدته الوطنية، ومنهجة أدائه على أساس من العلم العسكري الحديث، والإمساك بمهنية وتقنيات إدارة الحروب.
الجيش الرسمي متداخل مختلط مرتبك: متداخل مع جماعة الإسلام السياسي، مختلط مع عواطف يسوقِّها الحوثي حول فلسطين ودوره المقاوِم، حد انزلاق بعض مكونات الرئاسي، نحو احتمالية الإفتاء بعدم جواز حمل السلاح في وجهه، ومرتبك لوجود المرجعيات القيادية المزدوجة.
نعم نحتاج لوحدة البندقية ولكن بتوجه جديد صادق، يقطع مع عقلية تجارة السلاح وتسليم المناطق، وصناعة اقتصاد ظل ولوردات حرب.
الوضع القائم لن ينتج جديداً مختلفاً أفضل حالاً من عشرية الجمر، التي منحت الحوثي كعباً عالياً وسلطة مطلقة، باستثناء مناطق الجنوب المحررة، وبعض جيوب الشمال التي تعتبر ساقطة بقوة النيران.
جميعنا ننشد الدعم الدولي الإقليمي، وجميعاً مع وحدة الأداء وجميعنا مع فعل لا يعيد تدوير الهزائم، ومع ذلك فإن خارطة توزيع قوات الشرعية خارج خطوط التماس مع الحوثي، ترمي بضلال الشك من إمكانية الانتقال من الدفاع الخامل إلى الدفاع النشط ومنه إلى معركة تحرير المناطق، عشرات الألوية العسكرية الضاربة تتمركز خارج ساحة المعركة، تحتشد في المدن وحيث آبار النفط، تتخطى واجبات الجيش السيادي لتتحول إلى سلطة مدنية موازية، لا معنى لمنطقة عسكرية مدججة بالعتاد الثقيل في حضرموت والمهرة وفي تعز، وجهة بندقيتها ما زالت بوصلتها وإبرة تنشينها تتجه جنوباً، في فعل سياسي يجتر مرحلة صراعات ما قبل الحوثي.
العمل بخطوط إصلاح متوازية قطعاً تعزز مصداقية دعوة الشرعية العالم لتسليحها، خطوط تتلاقى عند نقطة واحدة إصلاح مكامن الضعف، ومنهجة المؤسسة العسكرية، على أسس حديثة لا حزبية عقائدية مشيخية، تنتمي لمرحلة ما قبل الدولة، حد التماثل مع الحوثي، بماضويته وخطابه التعبوي المستوحى من صراعات الماضي.
علينا أن نقر:
نعم هناك خلل.
ليكن الخط الناظم مع جبهة منسقة مسبوقة بتوافقات سياسية، وضد إعادة إنتاج الهزائم المهينة السابقة، وضد العقلية التآمرية لإضعاف وتفكيك قوة مكون عسكري، تحت يافطة مقاومة الحوثي.
من صفحة الكاتب على إكس