"الأنصار" صفة تم إطلاقها في صدر الإسلام على قبيلتي الأوس والخزرج في يثرب لاستقبالهم النبي وإيواء أصحابه والسير معه في دعوته.
الصفة في زمنها كانت مناسبة للمقام والحال.
ما ليس مناسباً هو نقل وتعميم هذه الصفة على اليمنيين في بلاد اليمن بعد تحوير معناها كي تخدم أغراضاً سياسية ضيقة في الحاضر.
فإذا قِيل إن الصفة تحيل إلى مشاركة أهل اليمن بعد إسلامهم في نصرة الرسالة وفي الفتوحات وفي أعمال وحركات دولة الخلافة، فهناك شعوب وقبائل وأمم كثيرة شاركت أيضاً في تلك الأعمال والحركات، عرب وعجم، وبالتالي يجب وصفهم كلهم بـ"الأنصار" وليس اليمنيين فقط، ولن تكون هناك مشكلة في الوصف.
لكن لسنا "أنصاراً" بالمعنى المخصوص الذي يقصده حسين العزي مثلاً حين ينسى نفسه فيخاطبنا هكذا: يا معشر الأنصار.
أو يا أبناء الأنصار!
هذا الخطاب يستدعي إلى الذهن الجماعة المقابلة لـ"الأنصار"، أي المهاجرين، ويستدعي نمطا تاريخيا من العلاقة ساد فيه هؤلاء على أولئك.
نمطا ينتمي إلى زمان مختلف ومكان مختلف.
نحن اليوم شعب عربي مسلم كغيرنا من الشعوب،
مواطنين في اليمن،
لسنا الأوس والخزرج، واليمن ليست يثرب، وحسين العزي ليس النبي،
ودين الله ثابت وراسخ في النفوس.
وما ينقصنا هو أن نكون "أنصار اليمن"، فهذه هي الصفة المناسبة إذا كان ولا بد منها.