رولا القط
بين فكرة الممانعة وتناقضها.. الحوثيون يزعمون نصرة غزة وهم يقمعون اليمنيين
تمثل القضية الفلسطينية إحدى القضايا السياسية والإنسانية الهامة على الصعيدين الإقليمي والدولي، ولقد تم استغلالها من قبل الحوثيين في سياق الصراع اليمني وسياساتهم الخارجية كوسيلة للتأثير على المنطقة وتوجيه الرأي العام نحوهم. باعتبارهم جزءًا من محور الممانعة، استغل الحوثيون قضية فلسطين لزيادة التضامن الشعبي وجلب الدعم لقضيتهم بما يظهر تضامن الحوثيين كتكتيك سياسي يستخدمونه لزيادة الدعم الشعبي والتضامن في صفوف اليمنيين.
يتستر الحوثيون بالتأكيد على الأواصر التاريخية والدينية بين الشعب اليمني والشعب الفلسطيني، ويبرزون دعمهم المزعوم لحقوق الشعب الفلسطيني، مستغلين هذه القضية لتعزيز شرعيتهم وتأثيرهم على الساحة السياسية الإقليمية والدولية. بالتالي، فإن استخدام الحوثيين لقضية فلسطين يمثل استراتيجية تكتيكية تهدف إلى تعزيز موقعهم السياسي والشعبي سواء داخل اليمن بما ينعكس على صورتهم خارجه.
وأيضا لجلب الدعم الشعبي وتحقيق تأثيرات إيجابية على الرأي العام نظراً لشعبيّتها الكبيرة عربياً و بالتالي تضيع معالم ما تفعله الحوثية من جرائم وانتهاكات جسيمة بحق اليمنيين.
مستعرضين دعمهم المزعوم للشعب الفلسطيني وتبرير أفعالهم على أنها رد على القمع والظلم الإسرائيلي وفي المقابل هم يمارسون ذات الفعل الذي ترتكبه إسرائيل ضد أبناء غزة.
منذ تأسيسها عملت حركة الحوثي …. وهي تمارس جرائم جسيمة كما تفعل إسرائيل في أبناء غزة الآن.
فهي تختطف الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال من بيوتهم ظلما وعدوانا، وتفجر البيوت على أصحابها بذريعة الدعم، وهي تستخدم العنصرية وسياسة التجويع تجاه الشعب اليمني.
الحوثيون يتبعون سياسة عنصرية تتجلى في تعاملهم مع الأقليات الدينية والعرقية في اليمن. فيعتبرون أنفسهم من الشيعة الزيدية، ويروجون لفكرة استعلائية عنصرية سلالية تميزهم عن الآخرين في المجتمع اليمني.
يظهر ذلك في سياستهم تجاه الغالبية السنية في المجتمع اليمني وأيضا الأقليات الدينية كالبهائيين وغيرهم، حيث يقومون بممارسة الاضطهاد وفرض القيود عليهم ويعاملونهم بعنصرية وتمييز.
بالإضافة إلى ذلك، يتبع الحوثيون سياسة عنصرية تجاه القبائل والفئات الاجتماعية الأخرى في اليمن، حيث يجبرونها على الالتزام بأفكارهم ويمنعونها من ممارسة حقوقها بحرية. ما يؤكد سلوكًا حوثياً عنصريًا واستبداديًا يهدف إلى تعزيز سطوتهم وفرض مشروعهم السلالي الكهنوتي الذي يعتبره اليمنيون دخيلاً عليهم واستمرار أجبار المجتمع على تبني وجهة نظرهم على الجميع دون احترام لحقوق الإنسان والتنوع الثقافي والاحترام المتبادل. إن هذا النهج العنصري يؤدي إلى تفاقم التوترات في اليمن وزيادة التمييز والفصل بين أفراد المجتمع، مما يؤثر سلبًا على السلام والاستقرار في المنطقة.
من جهة أخرى، يستخدم الحوثيون التجويع كوسيلة لفرض سيطرتهم والقضاء على المعارضة الداخلية، مما يزيد من معاناة الناس ويجعلهم يعانون من ظروف صعبة للغاية. يتسبب التجويع الحوثي في تفاقم نقص الغذاء وانتشار الجوع والفقر بين السكان، مما يؤدي إلى تردي الحالة الصحية وارتفاع معدلات الوفيات بين الأطفال والمدنيين.
على صعيد آخر، تطبق إسرائيل سياسات التجويع في قطاع غزة، حيث تستخدم الحصار والقيود الصارمة على الإمدادات الضرورية كوسيلة للسيطرة والقمع. يتعرض سكان غزة لنقص حاد في الإمدادات الغذائية والرعاية الطبية، مما يزيد من معاناتهم ويجعلهم يعيشون في ظروفا إنسانية صعبة.
يُظهر كل من الحوثيين وإسرائيل سياسات تجويع وتمييز تجاه السكان، مما يؤدي إلى تدهور الأوضاع الإنسانية وتعرض حياة الناس للخطر. يجب اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف هذه الأعمال القمعية وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين بلا عراقيل أو قيود.
وفي النهاية يتجلى مدى التناقض في السياسة التي تتبعها حركة الحوثي في الكيل بمكيالين، بين استخدام خطاب الإنسانية لنصرة الشعب الفلسطيني، بينما تتعامل بأسلوب القمع والظلم مع أبناء الشعب اليمني.
*نقلا عن موقع خبر نيوز