نبيل الصوفي
الحرب وظيفة عبدالملك وعقد عمل مع الحرس الثوري
ما له علاقة بأحلام الهضبة ولا بميراث الإمامة، هو مقطوع عن هذا كله.. فخبرة المجتمع الذي ثار هو أولاً في 62 ثم الذي عززت وعيه وبنت مصالحه الجمهورية لم يعد مهيأً للإمامة ولا للتسلُّط المناطقي.
وكل الشوائب الإمامية القبلية الزيدية التي تحشر نفسها في خدمة الحوثي هي مجرد محاولات تشبه كل محاولاتنا جميعاً من 2004 في البقاء داخل دائرة السيطرة الحوثية على أمل أن ننجو، وسينالها ما نال كل الأطراف، سيأتي عليها سرطان الحوثي في طريقه لقتل البلاد والمجتمع بمقتضى عقد عمل الحرس الثوري.
وحتى وهو يدرك استحالة أي انتصار له اليوم، يحاول في مارب والضالع ولحج وتعز والساحل الغربي، ليس للنصر ولكن السرطان لا يتوقف أبداً.
الانتصارات الحوثية مصدرها التخاذل في مشروع أطراف الشرعية، وتعقيدات التواضع المفقود تجاه حاجتنا كلنا لتفاهمات وتغيير جذري في الرؤى والبنى، ولو تواضع الجميع وجلسوا لعصف حقيقي يذيب الادعاءات ويبني وجوداً لعاد الحوثي لمكانه كنتوء صغير وتحدٍ طبيعي.
***
الحوثي يصدر خطاباً فاجراً تكفيرياً ليس فقط ضد أطراف سياسية بل ضد مناطق بأكملها.
لا يملك أي قدرة وطنية لتبرير منطلقاته العدوانية وجرأته على إهدار دم اليمنيين، سوى بخطاب تكفيري فاجر، بدأه مبكراً، وربما كان هو المهمة التي وقع به عقد العمالة مع الحرس الثوري الإيراني في 2004.
كانت الدولة كلها عنده كافرة، ثم صور دماج أنها بؤرة صهيونية، ومع أنه في حربه العدوانية ضد الجنوب بدأ بمحاولة تصوير نفسه منقذاً من الدواعش والتكفيريين، فقد تحول إلى خطاب حقير عن الاغتصابات والسجون ثم اعتبر الجنوب كله داعشياً، وكنا شركاء في لحظة اختلال في تبني هكذا خطاب حتى سقانا هو من نفس الكأس، وأراق دمنا بذات التهم التكفيرية الفاجرة.
وداخل صنعاء صور كل معارضيه كأنهم مجرد شاربي خمور.
واليوم لا يمر شهر دون خطاب كهذا ضد تهامة والمخا والخوخة تحديداً..
خلاياه الإرهابية التي تقبض عليها الأجهزة الأمنية بين وقت وآخر كلها ترى المجتمع كله بمدنييه وعسكرييه بهذه الرؤية الفاجرة.