م. مسعود أحمد زين
تعزيز الإيرادات العامة.. المهمة المنسية من الجميع
1) طالما وصل البنك المركزي والبنوك التجارية والصرافون إلى اتفاق ببيع جزء مهم من حصيلتهم اليومية من النقد الأجنبي للبنك المركزي، فهذا إنجاز جيد في توفير العملة الأجنبية لتأمين فاتورة الاستيراد للدولة.
2) يبقى الجزء المكمل والمهم لهذه الخطوة الاقتصادية، وهو أن يتمكن البنك المركزي من تأمين السقف الكافي من العملة المحلية لشراء النقد الأجنبي داخليًا، ولتأمين التزامات الدولة الأخرى من رواتب للموظفين وغيرها.
3) هذا الهدف لن يتحقق بدون العمل على تعزيز الموارد الداخلية، وهي كثيرة ولا تذهب إلى الوعاء الصحيح للدولة. وبدون تعزيز الموارد سوف يعجز البنك المركزي لاحقًا عن شراء النقد الأجنبي، وتفشل عملية الإصلاح الاقتصادي برمتها.
4) كل ما جرى ويجري من خطوات للإصلاح الاقتصادي يبقى على المحك، إذا لم يتم تسخير جهد الدولة بشكل فعال في تحسين الإيرادات، وإعطائها الزخم السياسي والتغطية الإعلامية المناسبة، واعتبارها أهم الجبهات في عملية الإصلاح الاقتصادي.
5) لقد مضى أكثر من شهر منذ إعلان بداية التصحيح المالي والاقتصادي، دون أن نسمع عن أي تطور إيجابي في ملف تعزيز الإيرادات والخطوات التي تمت تجاه المرافق العامة التي لم تتجاوب مع ذلك.
6) كمثال على ذلك: أين وصلت الأمور في موضوع تشغيل مصافي عدن بالحد الأدنى، بعد أن طوي شهر أغسطس كاملًا والذي صرحت قيادة المصفاة بأن الإنتاج سيبدأ في أوله ولم يتم ذلك، ونحن الآن في شهر سبتمبر؟ أين الإعلام الحكومي والنشطاء من هذا الملف؟ وطالما أن برنامج الإصلاح مبني على برامج مزمنة وواضحة، فما هي الإجراءات الرسمية ضد الأطراف المعطلة لتنفيذ برنامج الإصلاح؟
7) هذا مثال فقط حول المهمة المنسية في تعزيز الإيرادات، وأرجو ألا تكون منسية فعلًا. والأمثلة كثيرة في موضوع برنامج التصحيح المالي والإداري والاقتصادي للدولة. ومن المهم أن ينتقل الجميع، دولة وقيادة ونشطاء مواكبين لهم، إلى مرحلة الفعل السياسي بدلًا من أن يتحول الأمر إلى مجرد نفاق سياسي، حتى لا تخسر الدولة والقيادة الصفحة الأخيرة من كتاب الثقة بينها وبين المواطن.
من صفحة الكاتب على الفيسبوك
