حكومة الشرعية لا ينقصها رئيس شرعي، ولا رئيس وزراء ونواب، ولا مال ولا ينقصها الدعمان الاثنان الإقليمي والدولي، وزراؤها يتكاثرون كل يوم مثل الدود والملحقين الدبلوماسيين، ونوابهم يعدون بالعشرات، ووكلاء الوزارات يحصون بأرقام ثلاثية ورباعية.. يفترض أنها كاملة مكملة، لكنها ناقصة منقوصة، "بس مش كثير"، إذ ينقصها فقط النظام وحسن الإدارة والعمل ونظافة اليد، وقليل من الشعور بالمسئولية، وأيضا سيكون جيدا لو تصدق أنها شرعية.
يا ناس، كل هذا الإعصار البشري اليمني الضخم، يفضحه الإعصاران الصغيران مكونو وساجار.. عصفا بسقطرى والمهرة وحضرموت، وأصحابنا في المرتين الأولى والثانية كأنهم غير موجودين لا بأشخاصهم، ولا بأموال الدولة، ولا بقلقها على بنيها. ما هذا؟
جهوريون، يصيحون من المنابر الإعلامية: يا عجم سقطرى منكوبة، يا عرب المهرة في خطر، يا جيران حضرموت تستغيث.. أما العمل فمن حصة الأشقاء والأصدقاء، وأما همة أصحابنا فبالكاد تؤهلهم ليكونوا أعضاء في اللجان التي يشكلها المغيثون السعوديون والإماراتيون لتوزيع مواد الإغاثة.
يطالبون الأشقاء والأصدقاء بذل الأموال لإعادة بناء الدور والطرقات التي خربها الإعصار، ويبددون أموال الدولة اليمنية في الأسفار والمنامات وطيب الأطعمة والمناكح والحسابات الخاصة.. حتى المساعدات المالية التي قدمها بعض الأشقاء قبل أشهر قليلة لإغاثة الملهوفين، وإيواء النازحين، ما وصلهم منها إلا النص، والنص الثاني اصطاده وزراء في هذا الإعصار البشري الجشع، والشرعي للغاية.. أمرهم لله، خذلوا الجميع، وافتضحوا كمان.