كل الأطراف السياسية في الجنوب اليمني تتحدث بلغة القوة العسكرية وإن لم يصدر ذلك عنها عبر خطابات رسمية، لكنها لاتفوت ذلك عبر أشخاص موالين لها.
الشرعية نفسها اليوم تراهن على إعادة تموضعها العسكري مستفيدة من تفاهمات معركة الحديدة مع أبوظبي وتدفع في سبيل ذلك الكثير من القوات والأسماء إلى الساحل الغربي في الوقت الذي تعيد فيه بناء تنظيمها العسكري من جديد في عدن.
وهي بذلك تسعى إلى تشكيل قوة وازنة تجابه بها الانتقالي الجنوبي وتعيد بناء كيانها العسكري من جديد في عاصمتها المؤقتة وربما أكثر من ذلك.
وفي المحصلة تغلق كل أبواب السياسة وتتحدث كل الأطراف بلغة السلاح في مواجهة بعضها البعض.!
حتى الأطراف التي تعرف نفسها على أنها طرف سياسي والأخرى التي يعترف بها العالم على أنها حكومة يمنية شرعية صوتها العسكري يفوق صوت عقلها السياسي.
أصبح الجميع مهووساً بلغة القوة والحسم العسكري، فيما السلاح الذي تمتلكه كل القوى سلاح التحالف العربي، وفي حالة أي صدام قادم هي من ستوقفه، مثلما حدث في يناير الماضي.
من يهدد الآخر بسلاح الغير يعلم جيداً أن ذخيرته العسكرية قابلة للنفاد، طالما ومصدر هذه الأسلحة واحد، وعليه يجب أن تفتح جميع القوى أبوابها السياسية وتمارس نشاطها في أجواء سياسية صحية بعيداً عن لغة القوة والتعصب.
وفي الأخير..
يراوح الجنوب المحرر مكانه كساحة صراع وملعب لمختلف الأطراف المحلية والإقليمية والدولية حتى إشعار آخر.
*رئيس تحرير موقع البعد الرابع