أشرقت شمس الحرية والجمهورية من جديد على الساحل الغربي لليمن، لتدشن ميلاد عهد جديد على أنقاض كهنوت الاستبداد والفساد الحوثية.. مات الخوف، وفرّت عصابة القتل والغدر والإرهاب من المخا والبرح والخوخة وحيس والتحيتا والفازة والجاح والدريهمي... إلخ، بفضل الله وتضحيات أبطال المقاومة المشتركة والجماهير الذين انتفضوا كالبراكين وأشعلوا الأرض تحت أقدام عصابة الحوثة الإيرانية، الذين لفظتهم أرض تهامة، والبحار والسواحل الممتدة إلى ما لانهاية كجيف إلى خارجها.
المتجول في شوارع وقرى ومدن الساحل الغربي يشاهد أمام عينيه حقيقة (الشعب كله مجمهر)، ففي قصص التحرير التي تسمعها من أفواه المواطنين وقوات المقاومة تدرك حقيقة التحام أبناء الساحل الغربي الأحرار مع أبطال حراس الجمهورية وقوات العمالقة والقوات التهامية في جبهة واحدة.
لقد اتحدوا في مترس واحد، ووجهوا فوهات بنادقهم باتجاه عدو واحد.. وعاهدوا الله والشعب ودماء شهداء الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر بأن يسيروا على درب النضال الوطني انتصاراً لقيم الجمهورية والديمقراطية والحرية والعدالة والمساواة والحفاظ على مكاسب الشعب اليمني العظيم.
وسط دويّ القذائف وهتاف أبطال حراس الجمهورية الذين يرددون بصوت يدوي في الآفاق كالرعود: (تحيا الجمهورية اليمنية.. تحيا الجمهورية اليمنية) تشاهد انتصار الحياة على عصابة الموت والدمار والفساد.. أحلام جيل جديد تشعشع من بسماتهم وطمانينتهم وسعادتهم بالمسقبل بعد سقوط الكابوس.
تتململ أرض تهامة وتتمايل نخيلها وأشجارها ونوارسها وبجعها وهي تقطف الفل والكاذي لميلاد عهد جمهوري جديد، يحطم قيود الطغيان الكهنوتية الحوثية.. بعد أن فعلها أبناء مديريات الساحل الغربي وأثمرت تضحياتهم إلى جانب أبطال المقاومة من كل مناطق اليمن (جمهورية لايقهرها قاهر).. جمهورية محمية بإرادة شعب ثائر سيعم خيرها كل أرض سبأ.. جمهورية ستعيد لأقيال اليمن كرامتهم وعزتهم، بعد ثلاث سنوات من الإذلال والامتهان والاحتقار.. وسترد الاعتبار لمساجدنا ومدارسنا، للإنسان، للأرض، للوحدة الوطنية.. تحمي الحقوق والحريات وتبتر أيادي فلول الكهنوتية والظلام وكل من يقف خلفهم.
ومن بين ما يشد انتباهك أثناء التجوال في مدن وقرى وسواحل تهامة أو في جبهات المواجهات القريبة من أبواب مدينة الحديدة، هو استمرار توافد الأفواج من أقيال اليمن إلى أرض تهامة... كلهم يلبون نداء الوطن.. أرض تهامة الواسعة تكتظ بهم، يوحدهم هدف واحد ومصير واحد.. كلهم هبوا للدفاع عن قضية وطنية واحدة تتمثل بتحرير اليمن من العصابة الحوثية الكهنوتية الإيرانية التي أهلكت الحرث والنسل وسامت الشعب سوء العذاب.. لا تستطيع أي قوة في الأرض أن توقف حراس الجمهورية من المقاومة الوطنية المشتركة إلا بعد القضاء على عدو شعبنا وأمتنا..
دعوكم من البلبلة التي تضج بها مطابخ الخارج.. ففي تهامة أقيال اليمن وهم أصحاب الأرض والحق ومن يمتلكون القول الفصل، ومن في قلبه ذرة ريب فهو لا يعرف جيداً جوهر المعركة ولا يقرأ متمعناً أبعاد انتصارات الساحل الغربي الاستراتيجية، وما تعكسه من فعل ثوري يجسد وحدة القرار الوطني والذي تتجلى روعته بتعدد ألوانه الوطنية في جبهة الساحل الغربي.
ففي هذه اللوحة الوطنية العظيمة تكبر آمال وأحلام شعب يتوق كل أبنائه للحرية والجمهورية والديمقراطية والأمن والاستقرار، في وطن يعظم قيم الإخاء والعدالة والمساواة، ويعيش الجميع تحت سلطة القانون.. حياة لا تكدرها أمراض المناطقية والعنصرية والطائفية والسلالية المقيتة.. ويتحررون وإلى الأبد من قانون الغاب الذي تفرضه على شعبنا عصابة الحوثي الكهنوتية.
انتصارات تهامة قلبت المعادلة في الصراع على المستوى الوطني والمنطقة، ولن يقبل شعبنا بنصف حل ولن تتحول بنادق أقيال اليمن إلى مجاديف..