160 سيارة جديدة باسم أمن حضرموت، سلمتها الإمارات، أمس، لتعزيز أداء خدمة الناس وأمنهم وأمانهم..
ولا واحدة منها مسَلّمة لشيخ ووجاهة.
ومن يوم العيد إلى اليوم، يرعى هلالها فعاليات تقول لليمنيين: مازلتم بخير، وسيعود بلدكم بكم.
من أبين إلى الخوخة والمخا وغيرها.
وعلى امتداد حضورهم، يبذلون جهداً كبيراً لتوحيد اليمنيين ضد الإمام القادم من بطون معارك التاريخ الغابر والأغبر..
وبين جبهات الحديد والنار، يتقدمون الصفوف كأنهم هم أصحاب البلد، وهذا واجبهم أولاً، وما يقدمه غيرهم تكرماً منه وفضل.
يرى الإماراتيون صنعاء كما يراها أكثر اليمنيين ولاءً لصنعاء التاريخ.. وأفضل مما يراها كثيرون منّا، فالحوثي يراها عدواً لمشروعه، وفرقاء الصراع لم تعد تعنيهم صنعاء إلا وفق مشروعهم وسلطتهم..
فيما يحدثك عنها "عيال زايد" كحاضرة لحلم العروبة.
ورغم كل المرارة من حلفائهم اليمنيين، يبقى شقيق صنعاء القادم من العين وأبوظبي وغيرها، متفانياً في جهده كأنه يقول: أهلي.. وواجبي، ما من عبء الأهل وصراعاتهم مخرج.
لايمكن القول إن أداء الإمارات تجاه اليمن خالٍ من القصور والأخطاء.. غير أن الأهم من كل هذا هو ما قياس ذلك من أخطائنا وخطايانا نحن أصحاب هذه البلاد؟
نقول خرّبت الإمارات اليمن، يا له من صوت ملعون ننفخ فيه الرماد حول خطايانا، نغرّر على أنفسنا.. لن نضر الإمارات بشيء في قولنا، لكن نضر بلادنا هذه التي مزّقتها خطايانا، ونواصل هذا التمزيق بهكذا وعي وهكذا خطاب.
يقول لك الإماراتي: قفوا مع بلادكم.. لاترتهنوا لا لنا ولا لغيرنا.. قفوا مع بلادكم ضد أهوائكم الخطرة وصراعاتكم اللئيمة وأطماعكم المخادعة.
هذا هم يقولونه..
يتحرّكون بمشاعرَ وطنيةٍ داخل وطن لايرونه بعيداً عن وطنهم..
أعرف أن حديثاً مثل هذا منّي أنا الذي، إلى وقت قريب، كنتُ أحتفي بمقتل أي جندي من جنود "العدوان"، معتقداً أن اليمن معرضة لخطر الاحتلال.. لن يكون مسموعاً.
ولكن، إن لم يكن مسموعاً من أمثالي الذين تمسَّكوا بالقطران الحوثي حتى آخر رمق، حتى قتلهم الحوثي ساخراً منهم ومن أوجاعهم وأحلامهم وآمالهم ووطنيتهم.. فمِن مَن يسمع إذاً؟
سيُقال، ولكن الإمارات هنا تخدم مصالحها، ويا ترى ماذا سيخسر اليمنيون إن كان للإمارات مصالح باستقرار اليمن وعودة دولتها وتحرُّرها من قبضة الإمامية وتحالفاتها العدوة لليمن دولةً وشعباً وجيراناً.
هل كانت اليمن قبل أن يأتي التحالف بخير؟ وفقط جاء التحالف يريد نزع مصالحه من بلد مستقر؟
أيها اليمنيون.. لن يعود لبلدكم تعافيه ما لم تتحرّروا من سطوة الخداع مقصوداً وغير مقصود..