من تستضيفهم المملكة في أرقى فنادقها، وترصد لهم الاعتمادات، وتمول سفرياتهم، وتعتقدهم جبهة إعلامية في حربها على مليشيا إيران في اليمن، يوجهون لها طعنات في الخاصرة مع كل اختبار.
وبين الصمت وذرف الدموع والتباكي توزعت مواقفهم اليوم لمجرد صور نشرها الحوثي عن ضحايا مدنيين في غارة للتحالف.. وظهروا بوضوح متخندقين في جبهة واحدة مع الحوثيين ضمن بروبجندا هدفها باختصار تحييد سلاح الجو بذريعة الأخطاء دون أن ينتظر نتائج التحقيق أو يطالبوا بإجراء تحقيق شفاف.
وحده نبيل الصوفي الذي يحرض هؤلاء المرتزقة ضده ليل نهار.. من يوجه، منذ ساعات النهار الأولى، أصابع الاتهام بوضوح ودون مواربة للقاتل الحقيقي (عبدالملك الحوثي)، وأن كل قطرة دم تسيل يتحملها الحوثي.
موقف شجاع لرجل لا تحركه المادة، ويخوض معركته مع المليشيا الحوثية بطريقته ووفق قناعاته، ولا تحركه المادة ولا الأجندات الحزبية ولا الصراعات الإقليمية..
مثل هذه الحادثة المفترض أن تدفع أشقاءنا في السعودية لإعادة قراءة مسرح العمليات سياسياً وعسكرياً وفق مخرجات الأزمة الخليجية مع قطر.. وإعادة ترتيب أوراقهم.. ومراجعة أدواتهم.. ورسم استراتيجية جديدة في الإعلام قبل الحرب. فالمرحلة لا تتحمل المزيد من الفشل والعبث.