رهان الحكومة اليمنية الموجودة بالرياض على الطيران السعودي لاستعادة مقرها بعدن وضرب القوات الجنوبية أصبح من الماضي، وتم دفنه بعد لقاء نائب وزير الدفاع السعودي خالد بن سلمان بقيادات الانتقالي بجدة أمس، وحديثه القائل: (نثمن دور الانتقالي بوقف إطلاق النار، وعدم التصعيد عسكرياً أو إعلامياً… وحل الخلافات يجب أن يكون بالحوار، بعيداً عن استخدام القوة..).
فالسعودية برغم الورطة التي هي واقعة فيها على خلفية الأحداث الأخيرة في عدن، وبرغم حاجتها الماسة للحكومة اليمنية لتستمد منها شرعية ومسوّغ الحرب باليمن، إلا أنها ليست على استعداد لسماع نصائح وضغوطات قد تودي بها إلى توريطة جديدة لصراع عسكري، وهذه المرة مع قوى جنوبية "الانتقالي الجنوبي" يفترض أنها شريكتها بالحرب.
كما أنها لن تغامر بالتضحية بعلاقاتها الاستراتيجية مع الإمارات على شأن خاطر شركاء مشكوك بولائهم وبمواقفهم –بحسب الاعتقاد السعودي-.
السعودية ليست مع أو ضد أحد، هي مع مصالحها وستتحالف مع من يضمن لها هذه المصالح أياً كان هذا الأحد، ومن أجل هذه المصالح سترمي بكل من يقف بوجهها خلف الشمس، دون اكتراث لشراكة أو تحالفات نسجتها ذات ظرف، أو حتى لعهود ولوعود قطعتها لجهة ما!
* من صفحة الكاتب على (الفيسبوك)