من استولى على قرية صغيرة، أو صفّق له بضع مئات، أو ألقى خطاباً رناناً؛ بات يظن أنه قد غير مجرى التاريخ، وأصبح يرى أن من حقه أن يفعل أي قبيح ليحافظ على أوهامه في أن يتحوّل إلى صَنَم تقدسه الأجيال!
يا هؤلاء.. اقرأوا لمحة عن تاريخ إمبراطوريات هيمنت على العالم لمئات السنين، ثم تلاشت وتلاشى ذكرها وذكر من قام بها وعليها، ولم يعد يَعرف حتى اسماءَها سوى بعض المهتمين ممن لهم صلة وجدانية بها!
إن عواطف الناس ونزواتهم هي التي تكتب التاريخ وتصوّره كما يحلو لها وليس كما هو، ولا شيء منه يَبقى سوى جَدَل فارغ يَلُوكه المُريدون.. لا يُحدث أثراً في الحاضر ولا يُغير شيئاً من الماضي.
***
يستحسن نشر صور البهجة والمناظر الجميلة وما يشهد العالم من تطور وما تعيش شعوب الأرض من تطور ورفاه، رغم جراح الوطن وما يعيش بعض أهلنا من حالة بؤس تحت وطأة العصابات السياسية وقطعانها المسلحة.
إن نشر مظاهر الحياة الراقية والحديث عن الحياة الكريمة للشعوب، يساعد على الحد من حالة التخدير بعشق الموت والرغبة بالتخلف والخراب الذي تكرسه تلك العصابات في فضاء هيمنتها، ويذكر الغافلين بأن في الحياة أشياء جميلة، غير الحروب والفقر والبؤس والتخلف؛ بل إن الحديث عن النعم يعد واحد من مظاهر شُكر المنعم.. {وأما بنعمة ربك فحدث}..
* جمعه (نيوزيمن) من صفحة الكاتب على (الفيسبوك)