نبيل الصوفي
أصلحوا الشرعية قبل أن ينهار جدارها للأبد
كلما فسح الجنوب مجالاً للشمال كي يستعين به لاستعادة العاصمة صنعاء، عملوا له نثرة تعيد الشمال تائهاً، لا معه صنعاء ولا تقبل به عدن.
وقد موَّل التحالف جيش علي محسن لاستعادة صنعاء، فخبأها ليوم يريد استعادة أملاكه الخاصة جنوباً، فقصفها التحالف.
إذاً، محنة الفيد والأملاك الخاصة هي السبب وراء القفزة "الشرع إخوان قبلية" من مأرب إلى الصحارى والقفار جنوباً.
ملخص الحكاية:
اتفقت الرياض مع الانتقالي ومع الشرعية على بدء حوار يفضي لحكومة ممثلة للأطراف جميعاً، يعيد تعريف معنى الشرعية فعلياً.
الاتفاق تضمن التوقف عن أي تحركات عسكرية، لبدء الحوار.
بدأت مسبحة الشرعية تتشقدف، فأطرافها كل يريد تثبيت حصته.
طرف إخوان علي محسن أراد شبوة سنداً له، وطرف إخوان هادي والميسري حركوا عصاباتهم في أبين وعدن، وطرف قبلي لديه أملاك في عدن من منهوباته للوحدة.
لم يلتقط التحالف أنفاسه، ولم تبلغ عملياته بأي تحركات في الطرقات التي تأمينها مسؤوليته.
منح التحالف الجميع وقتاً لترتيب الميدان الذي يمثله، والخطاب الذي سيقدمه.
تحركت العصابات المنفلتة المنضوية تحت الجيش الوطني، وتحول كل شيء إلى صخب، وعاد كل شيء على الأرض، وقد هذه العصابات تتحدث عن فرض السيطرة على طرقات ومرافق التحالف.
أسفنا على أرواح اليمنيين الذين غرَّر بهم محسن، أما الآليات فهي من مال التحالف.
يا جماعة.. حتى لو أنت شريك في باص، يحق لشريكك يوقفك بأي نقطة حين تقرر سرقته، فكيف وأنت تريد قتله.
اليوم.. هذه الأطراف المنفلتة ترفع سقف صخبها، بدلاً من التوقف ومعالجة الخلل.. وهادي صامت لا يتكلم.
ادعاء الشرعية يشتي له ضمار من منطق وفعل، هو مش كل شيء بيمشي تخوار وطلسسه.
يعني العالم شاف مرسي يلقطوه زي الخروف، ورابعة لفوها بالشيول مش بس كمن إرهابي ولص وطيب قلب صدقهم وقفز جنوباً..
الشرعية الشاردة تكرر قول وفعل الحوثي وعادها تخلطه بقاعدة وداعش.
أما حكاية التوقيعات الوزارية لمطالبة هادي بإجراءات، مسخرة.
وزراء يعملون عريضة، ها والناس مو تعمل طيب؟
شرعية هادي معها خياران: تترك الأمر للتحالف، وما اتفقت عليه السعودية والإمارات هو الشرعي.
أو تستدعي تركيا، مثلاً، أو إيران يقاتلون التحالف.. غير كذا، هدار لا منه ولا عليه.
وتعب إدارة المعارك بالزعيق.. جربوا تهدأوا حتى يوم، تقيموا مواقفكم وترتبوا واليوم الثاني ازعقوا.
الآن عاد كل ما قلتوه من أكاذيب عن جيشكم الجرار تتهاوى، وقدكم في أكاذيب ثانية.
تأكلون أنفسكم بأنفسكم، لأنكم تدعون أنكم سلطة، هذه تنفع للي ما يدعيش أنه الدولة العظيمة بصفحات الفيس وتويتر.
شرعية عقالها مكتفين بالراتب، وتاركين النقاش لسفهاء كأنهم آلات سجلت عليها الشتائم وخلاص.. نفس الشتيمة يقولونها ألف مرة.
تويتر والفيس، مزحوم شتامين..
نفرغ من الدوشة ونرجع نحظر الكلمات الشتائمية بحسب طرق الفلترة في الصفحات.
ولا عاد بيقدر الشتامون يكتبون حاجة، ممكن بعدها يعلن هادي أن جيش شرعيته الشتام تعرض للقصف من تويتر ومن الفيس..