محمد عبده الشجاع

محمد عبده الشجاع

تابعنى على

أسئلة مريرة.. بين يدي أبناء الهاشتاجات الأخيرة

Friday 06 September 2019 الساعة 08:06 pm

بداية كمواطن يعيش كل هذا الترف من الأوجاع والنكبات والحسرة، لست معنيا بالدفاع عن أي دولة من دول التحالف العربي سواءً كانت المملكة أو الإمارات المتحدة، أو دولة البحرين، ولا حتى قطر أو الكويت، فجميعهن ضمن دول التحالف الذي تم استدعاؤه لإنقاذ اليمن من الانقلاب الحوثي، وإعادة الشرعية المتمثلة بعبد ربه منصور هادي وحكومته.

في هذا الظرف أنا معني بأمور أكثر دموية وسخونة، لها علاقة بمجتمع يمزق، وأرواح تزهق؛ ولا من هشتاج يلتفت إليه.

السؤال الملح والذي يحز في النفس، لماذا تظهر الإنسانية والوطنية في مواقف وتغيب في أخرى؟

أليس ما حدث في "كتاف صعدة" لمعسكر متكامل أحق بهشتاجاتنا أيضا؟

ألم يكن أمامنا ألف وسيلة للحفاظ على أرواح هؤلاء قبل وبعد الأسر؟

هل من الصعب مطالبة التحالف والشرعية بتقديم إحصائية كاملة بأسماء الذين تعرضوا للخديعة والأسر من قبل جماعة الحوثي؛ التي تعتبر نفسها حامي حمى الثورة والجمهورية والسيادة، وهي تنتهك يومياً أبناء تهامة قتلا وتجويعا وقطعا للمياه، وزراعة الألغام، ناهيك عن تعاملها اليومي مع الباعة ورجال الأعمال وعشرات الاعتقالات في صنعاء واب وذمار وحجة؟

أليس الأجدر بنا أن نتساءل أمام المنظمات الدولية، والشرعية والعالم، أين ذهب هؤلاء وهم في نهاية الأمر أسرى حرب؟

وكم عدد الذين قتلوا في قصف الطيران على مباني كلية المجتمع التي تحولت بقدرة قادر إلى سجن؟ ومن أي جبهة أوتي بهم؟

أيعقل ألا يكون لدى الحوثي كشوف بأسماء الذين قتلوا؟ أم أن الأمر لا يهمه لكونهم "مرتزقة" ويستلمون بالريال السعودي؟ وإلا كيف تم نقلهم وتوزيعهم؟

ألم يتساءل الحوثي يوماً لماذا كل هؤلاء الناس وقفوا ضده لمحاربته، ومحاربة مشروعه الفئوي القائم على السلالة والأحادية المقيتة، ومحاربة أكاذيبه التي لم تعد خافية على أحد؟

أين ذهبت هشتاجات قادمون يا صنعاء؟

هل علم الرئيس ونائبه ورئيس الوزراء بما حل بمعسكر كامل في مدينة صعدة مديرية كتاف؟ أم أن هؤلاء ذاهبون إلى النار ولا يستحقون السؤال؟

هذه التساؤلات تمنحنا فرصة لمراجعة دوافعنا اليومية، منذ أن أُطلقت شرارة الحرب على الأرض ومن الجو، وتمنحنا فرصة لأن نستيقظ من الوهم الذي تعيشه النخب الموجهة.

على سبيل المثال، دولة قطر ليست بحاجة إلى هاشتاجاتنا قدر حاجتنا نحن إلى اتخاذ موقف معاد من هذه الحرب برمتها، والخروج منها بعد أن دفعنا فاتورة باهظة، والخروج من مأزق النكبة التي حلت بنا؛ يوم أن خرجنا إلى الشارع ولم نعد حتى اللحظة، ولا عاد الوطن.

السؤال قبل الأخير إذا كان الجيش الذي تم بيعه في كتاف للريح غير وطني فماذا عن بقية الجيوش... هل هي غير وطنية أيضا ويتم تربيتها ليوم عيد الأضحى المبارك؟!

وأخيراً.. هل يعرف الأفراد والضباط الذين وجدوا على الأرض أنهم جيوش متفرقة؟ وأن ولاءهم الوطني يُبتاع به ويشترى في الإعلام لا أكثر، وأننا بلا دولة منذ خمس سنوات؟