كلنا نتذكر أحداث يناير العام 2018 والمبادرة التي طرحها الأشقاء في التحالف العربي لحل الخلاف بين الانتقالي والشرعية، بل نتذكر المبادرات التي طرحت عبر اللجنة الثلاثية بضرورة إخراج كافة المعسكرات من عدن ووقف عبث حزب الإصلاح وأقارب هادي بمناصب الدولة، وهذه المبادرة طرحت حتى قبل أحداث يناير 2018 وعارضتها الشرعية بقوة بل عملت ضدها.
لكن المؤسف أن الرئاسة اليمنية يديرها صبيان ومجموعة من الانتهازيين وأصحاب المصالح الذين لم يصدقوا أنهم وصلوا إلى مراكز سلطة وقرار، حيث أثبتت الأحداث أنهم ليسوا رجال دولة رغم ما أنفقوه من مليارات ليقال عنهم مجرد قول في صفحة ناشط أنهم رجال دولة، بينما الواقع هم كتلة من الحقد والغباء وسوء الإدارة والتخطيط.
تخبط الرئاسة اليمنية والمحيطين بهادي يظهره التوقيع مؤخراً على اتفاق الرياض الذي رعته مشكورة المملكة العربية السعودية وساهمت الإمارات في إنجاحه.
طبعاً النقاط التي تم التوقيع عليها عرضت على الرئاسة والشرعية بعد أحداث يناير ورفضوها رفضاً قاطعاً، بل أرسل الرئيس هادي عقب الأحداث الميسري والجبواني لتدمير المجلس الانتقالي وتفكيك قواته.
خلال العامين صرفوا مليارات الريالات لتنفيذ هذه المهمة على حساب قوت المواطن وخدماته الأساسية، اشتروا أسلحة بمليارات وهربوها من مأرب عبر مهربين متخصصين لهذه المهمة التدميرية.
اشتروا ذمم الناشطين والإعلاميين وشجعوا على المناطقية وضرب الجنوب ببعضه تارة بين يافع والضالع، وتارة بين المثلث وأبين، وأخرى بين عدن وباقي المحافظات، وأحيانا بين الحضارم وباقي الجنوبيين، وأوقات كثيرة بين الجنوب والشمال، ولا يهمهم نتيجة هذا التحريض وتدعياته الخطيرة على مستقبل البلاد وأجيال المستقبل، كل هدفهم فقط تحقيق مصالحهم الشخصية.
كان الناشط يدخل على الميسري يصرف له مليون ريال على الأقل من الكراتين التي كان يسحبها من البنك المركزي ويصرفها بشكل عبثي وتحت بنود مفتوحة.
وفيما يخص الإعلاميين الذين يروجون لمشروعهم التدميري يصرف لهم مبالغ خيالية وضخمة تصل في أدنى حد لها ثلاثة ملايين ريال يمني شهرياً ودفعت بشكل منتظم من غير هدايا السيارات والسفريات.
ولم يكتفوا بذلك بل زرعوا ألغاماً في كل المحافظات الجنوبية من خلال تشجيع وحدات عسكرية وقيادات عسكرية معادية للانتقالي لإحداث فتنة داخلية.
حرضوا على من أعاد الشرعية إلى عدن، وساهم في تطهير الجنوب من الإرهاب، وحولوه إلى عدو بدلاً من الحوثي، وأقصد دولة الإمارات التي كان لها الفضل الأكبر في عودة الشرعية إلى عدن.
جعلوا منها عدواً بينما الحقيقة والواقع يقول إنها الشريك الرئيسي والأساسي في تحالف دعم الشرعية قولاً وفعلاً، ولكن المصالح الشخصية والحزبية جعلت الرئاسة تتخبط ولم تعد تميز بين العدو والصديق الصادق.
السؤال لماذا كل هذا العبث والدماء والفساد وفي الأخير عدنا إلى ما طرح قبل يناير 2018؟ والذي كان بالإمكان أن يجنب عدن اقتتال يناير 2018 وأغسطس 2019 ويوفر مبالغ ضخمة الأولى فيها المواطن العدني وتحسين الخدمات في عدن والمحافظات المحررة.
المفروض اليوم تتم محاكمة من تسبب بكل الدماء والفوضى والتخبط، وليس فقط استبعادهم من المشهد.
والأهم أن تتعلم الرئاسة من الأخطاء القاتلة التي أضرت الشرعية نفسها واضعفتها وساهمت في إحراج التحالف وابتزازه دولياً.
نتمنى أن يتعلموا هذه المرة ويلتزموا ببنود الاتفاق لنخرج من الوضع المزري الذي وصلنا إليه بسبب انقلاب مليشيا الحوثي وتخبط الشرعية وفسادها والسيطرة عليها من قبل حزب الإصلاح.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك