حسام ردمان
دم الحمادي سيضيئ أفُقاً جديداً للتحرير
الآن وقد انجلى الصّخب.. يباغتني شعور موحش باليُتم.
كنت قد أقنعته مطلع هذا العام بضرورة تدوين سيرته الذاتية، لكننا اختلفنا في تحديد موعد العمل..
"يا حسام لا تتعجلش!! نحن ما زلنا نصنع التاريخ، وغداً سوف ندونه"، تلك كانت حُجته الرابحة في فرض التأجيل.
ولم نتخيل، أبداً، أنّ الحمادي الذي بات محترفاً في مواجهة الموت وردع جماعاته، سوف يوافيه الأجل بهذه الطريقة الدرامية والخسيسة..
لحسن الحظ ووفِّقَ الأستاذ نائف حسان بتدوين الجانب الأهم من سيرته وبطولته.. ومن يعرف الحمادي عن قُرب لا تمسه مطلقاً ذرة يأس، ولا تناله أبداً روح الانهزام.. مهما يكن حجم الفاجعة وفداحة المصاب..
لقد كان الحمادي تكثيفاً لحالة الإجماع الوطني (جنوباً وشمالاً) الذي تحتاجه البلاد للعبور من محنتها، وتجلى هذا في طيف المعزين الذين عبروا خلافاتهم السياسية وتوحّدوا على ريادة هذا القائد الوطني، وعلى دوره التاريخي الملهم.
من هنا يجب البناء.. أن موت الحمادي يطوي صفحة مشرفة من تاريخ اليمن السياسي والعسكري، لكنه أيضاً يضيئ أفقاً جديداً للتحرير..
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك