فيصل الصوفي

فيصل الصوفي

مخلاف- شرعب.. والحجرية

Saturday 22 August 2020 الساعة 10:47 pm

مركز قرار ما يعرف بالحكومة الشرعية في محافظة تعز يقتصر على جزء من عاصمة المحافظة.. ومع ذلك يسيطر حزب الإصلاح سيطرة تامة على هذا المركز، الأمر الذي جعل حزب الإصلاح ينفرد بالقرار بفضل التمكين العسكري والأمني والمدني، وبفضل الدعم القطري الذي لم يعد سراً من الأسرار.

جرت العادة السياسية لحزب الإصلاح استغلال السلطة لفرض إرادته باسمها، وهذه المرة السلطة هي الشرعية، وباسمها يفعل الإصلاح في تعز فعائل شنيعة لكي يوسع دائرة نفوذه.

استغل قرار تصنيف جماعة أبي العباس منظمة إرهابية، فقاتلها باسم الشرعية، وأخرجها من الحي القديم في المدينة باسم الشرعية.. امتنع عن مواجهة الجماعة الحوثية في الجزء الآخر من مدينة تعز لأسباب معروفة ومفهومة، ودبَّر عملية تصفية للواء 35 مدرع، بدأت باغتيال قائد اللواء العميد عدنان الحمادي الذي تصدر المواجهة مع ميليشيا الحوثي، ثم اتجه إلى مديريات الحجرية، الشمايتين، النشمة، المعافر، وفاقاً لسياسة الخطوة خطوة.

أفصح العميد سالم عن الرغبة الحقيقية لحزبه، فأوقعه في مأزق أمام التحالف العربي الذي تقوده السعودية، ثم حاولوا الخروج من المأزق بما يشبه الاعتذار، وسيروا مظاهرة مؤيدة للتحالف والشرعية، وأكد سالم أن سلاحهم لن يوجه إلا إلى ميليشيا الحوثي، وهو الكذاب.. إذ لما أحسوا أن هذه الكذبات أفادتهم رجعوا إلى ما كانوا عليه.. رجعوا لتوجيه سلاحهم نحو معسكرات الشرعية التي لا تدين لهم بالولاء، ونحو أصدقاء الشرعية.. ووفاقاً لسياسة كيسينجر أيضاً: الخطوة خطوة.

نعم، هم ليسوا على قلب واحد، كما يبدو.. فسالم المخلافي ليس على وفاق تام مع فاضل صاحب جبل حبشي، ولا فاضل هذا مع حمود المخلافي، لكن كلهم يد واحدة على الآخرين.. شرعب والمخلاف يتعارضان، لكن يد واحدة على صاحب جبل حبشي.. والثلاثة معاً يد واحدة على الحجرية.. كلهم سلطة شرعية وجيش شرعي وأمن شرعي في العلن، والسلطة من الباطن لقوات الحشد الشعبي الذي قال التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري إنه يتخذ الجيش غطاءً له.

يعنى حزب الإصلاح بتوسيع دائرة نفوذه من خلال محاولات السيطرة على الحجرية، بينما يقدم أنموذجاً رديئاً في إدارته للجزء الضئيل من مدينة تعز الذي يسيطر عليه.. فهناك حروب يومية أهلية صغيرة تحدث، معظم ضحاياها مدنيون.. وهناك حملات أمنية وعسكرية يتم الإعلان عنها تباعاً، للقبض على مجرمين وزعماء عصابات وسراق ونهَّابة أموال وممتلكات عامة وخاصة، لكنها لا ترجع بشيء.. وهي إن حققت شيئاً يُذكر فمن قبيل قمع الأمن في جبل حبشي الذي يخنق مهربي الأسلحة والمشتقات النفطية لميليشيا الحوثي.. تترك ميليشيا الحشد الشعبي عصابة غدر المخلافي والعصابات الإجرامية الأخرى، لكي تهاجم توفيق الوقار مدير أمن مديرية جبل حبشي الذي زعمت أنه متمرد على الشرعية ومخالف للقانون، بينما الرجل من الأوائل الخلص الذين شاركوا اللواء 35 مدرع مقاتلته لميليشيا الحوثي.