ياسر اليافعي
قضية الطفلة خديجة.. صمت السفارة وفوضى الناشطين
قضية الطفلة خديجة، الفتاة اليمنية بالقاهرة تحولت إلى قضية رأي عام، ولا سيما في الأيام الأخيرة بعد انتشار مقاطع وفيديوهات لها وهي في حالة صعبة بأحد مستشفيات القاهرة.
الأمر الذي دفع بالنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي التفاعل مع هذه الحادثة، والإساءة لدولة مصر وتهديد رعاياها في اليمن، تحت مبرر الدفاع عن العرض خاصة والشعب اليمني معروف عنه أنه شعب عاطفي واندفاعي.
وللأسف توهونا بتفاصيل هذه القضية، في البداية حديث عن تعرضها للاختطاف في القاهرة ومن ثم العثور عليها بعد يوم، بعض الناشطين قالوا تعرضت للاغتصاب واكدوا روايتهم والبعض ظهر في فيديو يتحدث عن الحادثة.
السفارة والجالية يصدرون بيانا ينفون تعرضها للاغتصاب ببيانات رسمية وسكتوا عند هذه النقطة ولم يوضحوا باقي التفاصيل.
يوم أمس نشرت فديوهات تظهر الفتاة في أحد المستشفيات وهي في حالة خطرة وفي غرفة العناية المركزة، بالتزامن مع تحريض كبير على مواقع التواصل الاجتماعي ضد السلطات المصرية والسفير اليمني بالقاهرة.
وبالتزامن ظهر أحد الطلاب الذين يدرسون الطب في القاهرة ببث مباشر على صفحته بالفيسبوك يتحدث عن مرافقته والدة خديجة بعد اسعافها إلى أحد مستشفيات القاهرة، وشكك في صحة رواية الاغتصاب ومرض الفتاة وحتى الأم، ونفى موضوع الاغتصاب بشكل كامل.
وحتى لا نتوه في التفاصيل على السفارة أن تخرج للناس ببيان واضح، كونها المسؤولة عن هذه الطفلة وايضا متهمة بالكذب والتستر على الجريمة في وقت القضية أخذت أبعادا تحريضية خطيرة قد تمس بالجالية اليمنية بجمهورية مصر التي يعيش فيها عدد كبير من أبناء الجالية اليمنية ويتم معاملتهم باحترام كبير وكأنهم في بلدهم.
فوضى الناشطين في مصر وتدخلهم بكل كبيرة وصغيرة مشكلة كبيرة وأحد أسباب التوهان حول القضية، ويجب وضع حد لها لأن الكثير من الناشطين تحولوا إلى سماسرة ومرتزقة ولو كان على حساب شرف وكرامة الجالية.
عجز السفارة وإدارة الجالية عن إدارة مشاكل المغتربين في القاهرة والذين يبلغ عددهم ما لا يقل عن مليون بحد ذاته مشكلة، ويعكس فشل الشرعية في كل الجوانب.
الجالية اليمنية بمصر صارت دولة داخل دولة ومشاكلها كثيرة ومتعددة بسبب أعدادهم الكبيرة هناك، وهذا الأمر يحتاج إلى قيادة تكون عند مستوى الجالية ومشاكلها المتعددة والكثير لا سيما مع زيادة الهجرة إلى القاهرة نتيجة الظروف التي تمر بها البلاد.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك