محمد عبدالرحمن
باليستي مطار عدن.. الإرهاب الحوثي هو الفاعل
ليس هناك أحد له مصلحة في قتل أعضاء الحكومة الجديدة أثناء وصولها إلى مطار عدن غير الحوثي، هو يدرك أن أي نجاح في الجنوب وعودة استقراره، وانتقال كل الجبهات الهامشية إلى الجبهات الحقيقية لتحرير صنعاء، ليس في مصلحته.
أراد الحوثي بقصف مطار عدن بصاروخ باليستي، إرباك المشهد والوضع في عدن، وإشعال نار الاقتتال، بين أطراف الحكومه، ظناً منه أن الأمور سوف تشتعل بسرعة في أول صاروخ يطلقه لقتل أعضاء الحكومه، لكنه فشل، وبفعلته هذه زاد من إصرار الجميع توجيه وتوحيد المعركة نحو صنعاء.
لا يمكن أن يكون هناك أي استقرار في الجنوب، سواءً كان الجنوب دولة مستقلة أو إقليما فيدراليا، في ظل وجود الحوثي يسيطر على الشمال، وليس عدن وحسب، بل وأي محافظة أو مديرية على كل خارطة الجمهورية، لن يحدث أي استقرار طالما والحوثي يستطيع مهاجمة أي طرف وأي محافظة.
ما حدث اليوم سوف يتكرر، ولن يهدأ الحوثي، هو يعتبر قتل أي شخص خارج سيطرته وإرادته جهادا في سبيل الله، ولن يتورع عن قصف أي مدينة، سواءً كانت مكتظة بالمدنيين أو غير المدنيين، ولن يتوقف عن قصف عدن وقصر المعاشيق، طالما لم تتحرك الجبهات ضده وتبدأ معركة تحرير صنعاء.
عدو الجميع هو الحوثي، وصنعاء لا بد من تحريرها، ما لم لا مأرب ستنجو بجلدها ولا الجنوب سيسلم من صواريخ الحوثي، ولا الحديدة ستهدأ من جحيمه.
فرصة توحيد جميع الجبهات ضد الحوثي قد حانت، وأي انقسام أو تشرذم لن يكون إلا في صالحه، وفي اعتقادي أن الجنوب اليوم مستعد في كل الأحوال لنقل المعركة إلى الشمال، وإركاع الحوثي، بالاشتراك مع حليفه المقاومة الوطنية في الساحل الغربي.
ما حدث اليوم من جريمة بقصف الحكومة في مطار عدن، لن يستفيد من ذلك إلا الحوثي، هو الخاسر الوحيد من توحيد الجهود، هو الخاسر الوحيد من توحيد كل الجبهات ضده، لذلك يريد إرباك المشهد، وأما قتل الناس في الجنوب أو غيره من المناطق هو في معتقده جهاد وتقرب في سبيل الله، باعتبار الجميع في دائرة المنافقين والكفار.