تذهب دول العالم لحشد كل طاقاتها من أجل حصول شعوبها على لقاح ضد فيروس كورونا، وبالمجان يتم أخذ اللقاح للمواطنين، بل والأكثر من ذلك هناك تعويضات ومنح مالية أقرتها بعض الدول لكل مواطنيها، في كل هذه الأمور وتحت وطأة أشد الفيروسات فتكاً باليمنيين "الحوثيه" فإننا نسمع عن تلك الأخبار كأشياء غريبة.
الحوثية هي أشد خطراً وفتكاً بنا نحن اليمنيين، قد يصبح فيروس كورونا أهون علينا مما نعانيه، وأخف وطأة ورحمة بنا من فيروس الحوثية، الذي يحصدنا ويقتات من جوعنا وأجسادنا.
العالم يقاتل من أجل إنقاذ نفسه من كورونا، ونحن نحاول أن نقاوم "الحوثية" بكل غطرستها وارهابها وفكرها وظلامها، نقاوم بالجوع والصبر والجوع، واحياناً بالصمت والوجع، وهذا لن يفيد في شيء، إذا لم نقاوم بالبندقية.
العالم لا يشعر بمدى وجعنا، وانهيارنا كمجتمع ودولة، لا يشعر بأن الناس هنا تتشبث بالحياة بكل قوة، وكلما ازدادت صبراً، ازداد فيروس الحوثي فتكاً وقوة، ولعل بعض القوة التي يستمدها هذا الفيروس تأتي من خلال الدور الأممي و"غريفيث" الذي يمنع من القضاء على الفيروس وإنقاذ اليمنيين.
كانت - ولا تزال قائمة- فرصة اضعاف فيروس الحوثية من خلال استكمال تحرير الحديده، لكن "غريفيث" منحه فرصة للبقاء من خلال "استوكهولم"، ولهذا استمرت معاناتنا، واستمر هو بحصد رؤوسنا وبيوتنا، وعقول اطفالنا ومستقبلهم.. هل يعجبك فيروس "الحوثية" يا غريفيث؟!!
بالفكر والبندقية يمكن لنا أن نمنح أنفسنا لقاحا ضد هذا الفيروس الجاثم على حياتنا، وليس بالمفاوضات التي يروج لها "غريفيث"، لا يمكن القضاء على فيروس الحوثية بالمفاوضات، لأنه لا يقبل بالسلام والتعايش، مهمته هي استخدام الإرهاب، والقتل والتدمير والتهجير، وما نراه اليوم في صنعاء وغيرها، هو دليل على إرهاب هذا الفيروس.
تحاول الناس في الشمال أن تحصن نفسها من خطر الحوثي بكل الوسائل، لكنه فيروس أقوى بكثير من الناس في حالة تقييد جبهات القتال، ومنع استكمال تحرير المدن وانقاذ الناس، لديه مخالب بها يفكك المجتمع إلى أجزاء صغيرة، يلتهمها منفردة، كلما دعت الحاجة لإخضاع بقية الأجزاء وضمان عدم توحدها ضده.
العالم أجمع يذهب نحو عام جديد، مفتخراً بحصوله على لقاح لكورونا، بينما اليمنيون يذهبون عائدين إلى الماضي، يحملهم ويدفعهم فيروس "الحوثي" إلى ذلك، لأنه يعيش في الماضي بكل جرائمه وإرهابه، لهذا يجب أن نوقف تغلغله ونسرع في أخذ اللقاح والقضاء عليه من أجل أن نعيش، ومن أجل السلام الإقليمي والدولي.