محمد عبدالرحمن

محمد عبدالرحمن

ذهبوا للقتال في "ليبيا" وأرادوا تحرير "صنعاء" عبر الفيسبوك وتويتر

Sunday 03 January 2021 الساعة 04:13 pm

كنت أعرف أن الإخوان في اليمن يرسلون مقاتلين إلى ليبيا، إكراماً "لأردوغان" يقاتلون كمرتزقة تحركهم الأموال التركية والقطرية، لكن لم أتوقع أن تلك الأعداد التي تجاوزت خمسمائة مقاتل قد وصلوا إلى ليبيا، ويقاتلون كالبنيان المرصوص، في الوقت الذي تلهج صفحات الإخوان في الفيسبوك وتويتر بالدعاء العاجل لتحرير صنعاء.

الآن ربما نعرف أكثر لماذا الاستماتة القوية للإخوان ومن خلفهم الممول القطري والتركي، يريدون الوصول إلى الساحل، والبحث عن منفذ بحري ولو بطول كيلو متر، وندرك أكثر لماذا يهاجمون ويغتالون ويختطفون قيادات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي، وندرك أكثر لماذا يريدون إبعاد الحرب عن تحرير صنعاء، كل ذلك من أجل مساعدة المشروع التركي في النجاح. 

بعد أن تم سحب أغلب مقاتليها، بدأت جماعة الإخوان بالتمركز في تعز، وإنشاء المعسكرات وتدريب المقاتلين، وإرسال من يتم إرساله للقتال إلى ليبيا بطلب من تركيا، لكن الوصول إلى ليبيا يمر بمراحل صعبة، وطرق شاقة، ولذلك تستميت جماعة الإخوان من أجل الوصول إلى البحر الأحمر، حيث السفن التركية تنتظر هناك لنقل المقاتلين، وكذلك لتفريغ السلاح للجماعة. 

نعم شبوة تطل على البحر، لكنها بعيدة نوعاً ما، وأقصر الطرق هو الوصول إلى البحر الأحمر، وذلك عبر المخا، هذا ما يتخبط من أجله الإخوان، حيث والمعسكرات التدريبية ممتلئة بالمقاتلين الذين يرغبون للذهاب إلى ليبيا بدلاً من صنعاء، مقابل 2000 دولار شهرياً، تدفعها قطر وتركيا.

تركوا صنعاء وذهبوا بعيداً عنها، سلّموها للإرهاب الحوثي، وأمعنوا في توطيد كيانه، وأسهموا في الحيلولة دون سقوطه، وذهبوا لممارسة الإرهاب في ليبيا وقتال الليبيين، إرضاءً ودعماً ومساندة لتركيا وبتمويل قطري.

أرادوا خداع الناس برغبتهم بتحرير صنعاء، لكن ليس على الواقع، وانما فقط على صفحات الفيسبوك وتويتر، ومن على شرفات فنادق الرياض، أما الواقع فكان مقاتلوهم يتحركون لقتال الليبيين، وفي واقع المعركة اليمنية كانت الجبهات تباع للحوثي بسلاحها ورجالها، وكان الفساد هو سيد الموقف. 

وبما أن الحكومة الجديدة الآن في عدن، وأصبحت تمارس أعمالها من هناك، فلا بد أن تتحدد أولويات المعركة نحو صنعاء، وإسقاط أباطيل الإخوان وإرجافهم ومحاولتهم حرف المسار بذرائع واهية تتعلق بالأحزمة الأمنية وأمن عدن. 

لا بد من قطع الطريق على جماعة أردوغان، وعدم تمكينهم من الوصول إلى البحر، وإعادة القوات التي تم تجميعها في معسكرات تعز إلى جبهات القتال ضد الحوثي، وتحرير صنعاء، والفرصة اليوم لن تتعوض ولن تتكرر، وعلى الحكومة أن تعمل على حماية الجنوب، وتوجيه بوصلة المعركة نحو صنعاء.