محمد عبدالرحمن
ميناء "قنا".. برعاية مؤسسة الرئاسة اليمنية للاستثمار
قبل أيام ذهب الإعلام الإخواني بدعوة من مؤسسة الرئاسة وبمعية مندوبها ابن عديو، لافتتاح ميناء قنا، وبدأت البروباجندا الإخوانية، ترسم صورة مهولة للميناء وتحصي الفوائد الكبيرة التي سوف تجنيها البلاد، وأهمية هذا الميناء كمشروع استراتيجي عظيم، فقط الرئاسة هي التي تعرف أهميته القصوى، وعلى الناس أن تهلل وتصفق لهذا المشروع.
بعد أن عملت البروباجندا الإخوانية حالة من الضوضاء والتسويق لميناء قنا، أراد الناس رؤيته والاطلاع على محتوياته، نشر الإعلام صوراً تظهر المحافظ واثق الخطوة يمشي، وخلفه الحرس المدني، وكأنه "مراد علمدار"، لا يهم ذلك، المهم أن الناس ظلت تتابع الصور لعلها ترى الميناء.
عشرات الصور التي التقطت لمحافظ شبوة "ابن عديو" وفي كل صورة له يعلق عليها الإخوان "ميناء قنا الاستراتيجي"، والناس تبحث في تفاصيل الصورة عن الميناء، ولا تجد شيئا، سوى كرفتة المحافظ ونظارته السوداء التي أخفت ملامح وجهه.
أين الميناء..؟ لحظه شوفو هذه الصورة للمحافظ وأشعة الشمس تخترق نظارته، أو هذه الصورة وبذلته الأنيقة كلون البحر، أو هذه الصورة ومرافقوه يحيطون به.
طيب شفنا المحافظ.. أين الميناء؟
الميناء موجود بس أنتو ما شفتم شيء، لأن قلوبكم سوداء، ولابسين نظارات سوداء.
هو المحافظ الذي لابس نظارة سوداء، نحن نشتي نشوف الميناء الذي افتتحه المحافظ
أين الميناء.. أين الميناء..؟!
ملايين الدولارات وعقود استثمار، لميناء مكتوب على الورق، وموجود على وسائل إعلام الإخوان، وملايين الدولارات في حسابات هوامير مؤسسة الرئاسة اليمنية للاستثمار، وعلى الواقع لا يوجد ميناء، سوى أرضية تم تسويتها وتهيئتها لاستقبال المواد التي يريد الإخوان تهريبها.
هناك أرضية تصلح أن تكون ميناء، لكن الميناء غير موجود، وما افتتحه محافظ شبوة، هي تلك الأرضية الجاهزة لتهريب ما يريده الإخوان، أما البروباجندا الإخوانية هي من أجل تلك الملايين من الدولارات التي التهمها هادي وأبناؤه ومقربوه، باسم الميناء وباسم الشعب.
يريد الإخوان أن نصدق بوجود الميناء، كما أرادوا أن نصدق بأنهم يقاتلون من أجل الشعب، وأن هادي هو محرر وعظيم هذه البلاد، يريدون الناس أن تصدق أن الرئاسة في خدمة اليمن، وليس مؤسسة للفساد والاستثمار، بعد ست سنوات من الحرب وما رأيناه من فظائع بسببهم يريدون منا أن نصفق لهم كالأبطال والنزيهين والشرفاء.
عندما وصل هادي إلى كرسي الحكم، تحولت الرئاسة إلى مكتب كبير لصفقات الاستثمار والبيع والشراء والفساد، وتحولت إلى مؤسسة عائلية يديرها الأبناء والمقربون من مدير المؤسسة الذي يلقبونه "فخامة الأخ الرئيس" واسمه "هادي".