الاستهتار والاستخفاف واللا مبالاة والاستهانة بالعدو الحقيقي وابتداع عدو وهمي والتعامل مع المواقف بسذاجة، وعدم المسؤولية في اتخاذ القرار، وعدم إعداد جيش وطني خلال سبع سنوات، عوامل ساعدت قوات مليشيات الحوثي على التمدد وازاحة الشرعية من نهم حتى مأرب في مفارقة عسكرية خطيرة.
الشرعية تمتلك الأرض والسماء، وكان الأجدر بها تحرير صنعاء وليس الدفاع عن مارب وتعز.
وما كان لمأرب أن تصل إلى ما وصلت إليه من ضعف وهوان في مواجهة جماعة الحوثي والتحول إلى موقف الدفاع بعد أن كانت في موقف الهجوم وقد كانت على بعد 25 كيلومترا عن العاصمة صنعاء، إلا بعد أن تغيرت الأولويات وتبدلت التوجهات وتشتت صف الشرعية وغابت الاستراتيجيات وانحرفت البوصلة باتجاه العاصمة عدن البعيدة وتركت صنعاء، التي تبعد بضعة كيلومترات عن آخر نقطة وصلت إليها الشرعية على مشارف أرحب، وخلق حروب عبثية بينية استنزفت بسببها قوات الشرعية، إضافة إلى غياب الاحترافية العسكرية أو بمعنى أدق غياب البعد الاستراتيجي للقيادات العسكرية التي يسيطر على معظمها تنظيم الإخوان المسلمين.
هذه العوامل جميعها استطاع الحوثي أن يستفيد منها إضافة إلى عوامل أخرى ساعدت في ضعف قوات جيش الشرعية، وهي انشغال قيادات الشرعية العسكرية بالاثراء وجمع الغنائم والسلاح وتحقيق مكاسب حزبية وشخصية من الحرب، من خلال الأعداد الهائلة التي بلغت عشرات الآلاف من الأفراد المسجلين في كشوفات وزارة الدفاع حيث بلغت النسبة 70٪ منها أسماء وهمية. وسبق ولمح بهذا الوزير المقدشي في أواخر 2019.
فاقتحم (الحوثيون) الألوية والمعسكرات التابعة للشرعية المتمركزة في سلسلة جبال نهم المحيطة بصنعاء والقريبة جدا منها، فتهاوت قلاعهم واحدة بعد أخرى، فغنموا دبابات ومدرعات وأسلحة ثقيلة وخفيفة مطورة وآلاف الذخائر.
ثم زحف (الحوثي) إلى رغوان ومدغل ومحور آخر باتجاه محافظة الجوف فسيطر على حزم الجوف ومعظم مديرياتها.
فكان هذا التقدم هدية من الرجل العجوز "محسن" لجماعة الحوثي، فقويت شوكتها وطمعت بالمزيد من الأرض والثروة النفطية وهم اليوم يتابعون الحلم كي ينتزعوه إلى حقيقة.
سلام الله يا مارب.