محمد عبدالرحمن
لماذا تخاف "الشرعية" من وصول تعزيزات عسكرية لقبائل مأرب من الساحل الغربي؟؟
يحاول "طارق صالح" وكل القيادات العسكرية في الساحل الغربي إقناع "الشرعية" للمشاركة في القتال مع قبائل مأرب والدفاع عن مأرب ومواصلة المعركة نحو تحرير صنعاء، لكن تلك المحاولات لم تجد طريقاً سالكاً إلى قرارات "هادي" والجنرال "الأحمر"، لأن حسابات مصالحهما الشخصية تطغى على مصلحة البلاد.
لدى الإخوان وهادي ومن إليهم من دائرة المصالح والفساد، أوهام ومخاوف من أن تذهب مصالحهم أدراج الرياح إذا وصلت أي قوات عسكرية تعزز موقف القبائل الصامدة، لا تتبعهم، بحيث يصعب عليهم بعذ ذلك التحكم بها والسيطرة عليها لخدمة مصالحهم، وجعل مأرب مرتعاً للاستزادة من ثرواتها.
حاول المؤتمر الشعبي العام أن يعيد ترتيب صفوفه في مأرب ويدخل المعركة كتنظيم وتشكيل عسكري منظم بدلاً من القتال بشكل فردي أو مجموعات متفرقة، فهاج الإخوان كالثور الأعمى، ونطح وأثقل في تفكيك أي محاولات للتجمع، خوفاً من أن يعود المؤتمر ويلتف الناس حوله ويبدأون باستعادة زمام معركة تحرير صنعاء.
إن وصول قوات عسكرية من الجنوب أو الساحل الغربي لا تتبع تنظيم الإخوان، يعني ذلك استمرار المعركة نحو صنعاء، ولن يتم الاكتفاء بالدفاع عن مأرب ومنع سقوطها بيد الحوثي، بل سوف تأخذ المعركة مسارها الطبيعي للوصول إلى صنعاء، وهذا الأمر ما لا يريده الإخوان وهادي والجنرال الأحمر، لذلك يرفضون وصول أي تعزيزات عسكرية من الساحل الغربي.
ومن أجل أن يبعدوا التهمة عنهم، يقوم الإخوان وإعلامهم الذي يغدق الجنرال الأحمر بكل أصناف كلمات المديح والبطولات، بالهجوم على قوات المقاومة الوطنية في الساحل الغربي، واتهامها بالعزوف عن المشاركة في معركة مأرب، ورفضها ذلك، هذا الهجوم من أجل الحصول على تأييد شعبي، وردم الفجوة التي صنعها الإخوان بعجزهم عن الدفاع عن مأرب.
وهم يعرفون أن تحرك أي قوات عسكريه لا يتم بدون توجيهات من الشرعية وغرفة عمليات التحالف العربي، وأن تحركات أي قوات عسكرية لا يتم إلا وفق خطط واقعية، وهذه الخطط يجب أن توافق عليها قيادة الشرعية، أي أن الأمر كله بيد هادي والجنرال الأحمر والمقدشي الذي سمع موافقة "طارق صالح" بأذنه من قبل الوفد الذي قدم إلى مأرب ومعه القافلة الغذائية لدعم صمود قبائل مأرب.
عمل "طارق صالح" ما بوسعه، وترك نفسه والقوات التي يقودها تحت أمر قيادة الشرعية، وينتظر الأوامر، وهذا اعتراف منه بالشرعية التي يحاول الإخوان أن يتعلقوا "بقشة الشرعية" وترويجهم أن طارق صالح لا يعترف بها، وها هو الآن يترك الأمر بيدهم، وعليهم أن يستغلوا ذلك إذا لم يكن لديهم نوايا مسبقة ومصالح شخصية.
ليس طارق صالح وحده من أعطى مؤشرات ايجابية نحو الشرعية، فقد عزز السفير "أحمد علي" موقف طارق وتوجهاته التي تعمل تحت اعترافه بالشرعية، هذه الشرعية نفسها التي جعلته تحت بند العقوبات لا لشيء، وإنما لأغراض شخصية ولعوامل ذاتية في شخصية "هادي" وقيادات الإخوان.
يخاف "هادي" من الشخصيات القوية التي تمتلك القدرات على السيطرة والتحكم في المعركة، يتجنب أن يأتي أشخاص ويستعيدوا زمام الأمور، لا يريد أن يسمع بأذنيه أنه الرجل والرئيس الفاشل الذي حصل على كل الدعم والإمكانيات التي لم تتوفر لغيره ولن يحصل غيره مثل تلك الإمكانيات والدعم العالمي، لذلك يخاف من ذاته الفاشلة، وتخاف قيادة تنظيم الإخوان من تجفيف منابع فسادها المبتذل والمبتل بدماء الأبرياء.