د. صادق القاضي
دفاعاً عن "مايا خليفة" و"القضية الفلسطينية"!
بتضامنها، مؤخراً، مع "القضية الفلسطينية". أثارت نجمة "البورنو" الشهيرة "مايا خليفة"، في العالمين: العربي والعبري، موجة صاخبة من التهكم والسخرية وإساءة توظيف هذا التضامن الإنساني.
في الداخل الإسرائيلي، تم توظيف هذا التضامن للسخرية من "القضية الفلسطينية". رغم أن بعضاً من ألمع نجوم "البورنو" في العالم، ذات أصول يهودية، وتتضامن وتدعم المشروع الإسرائيلي!
على الصعيد العربي. التهكم أكثر غزارة وفجاجة، كثير من الفرقاء جعلوا من هذه "النجمة الإباحية" مادة للتشبيه والمقارنة والمفاضلة بينها وبين خصومهم، ومن ثمّ استنتاج كل خصم أن تلك "المومس" "أشرف" من خصمه.!
مبدئياً، هذه المقارنات والمفاضلات خاطئة، بلا أساس موضوعي. حتى في أحسن الحالات. حين تتعلق بـ"بعض الناس" الذين نعرفهم جيداً، بتاريخهم الأسود، ومشاريعهم المشبوهة، ونواياهم الزنيمة تجاه أوطانهم والقضية الفلسطينية.
وبشكلٍ تفصيلي:
أولاً: "مايا خليفة"، إنسانة سافرة عارية واضحة شفافة.. بينما "أولئك الناس" محل المقارنة، كائنات هلامية مرادفة للغموض والمخاتلة واللف والدوران.
- هي تلعب بنهديها بينما هم يلعبون "بالبيضة والحجر".
- لها وجه واحد.. ولهم ألف وجه وألف قناع.!
ثانياً: "مايا خليفة" لم تؤذِ ولم تخدع ولم تسرق ولم تنصب.. على أحد. ولا تتحدث كثيراً عن الشرف. بينما "هم"، ارتكبوا ويرتكبون كل هذه الموبقات ويتشدقون بالشرف والفضيلة.!
ثالثاً: هذه المرأة لها مهنة معروفة مرخصّة، ومصدر دخلها معروف، وتتاجر بسلعة واحدة محددة.. وتدفع ما عليها من ضرائب.
في المقابل: "هم". كائنات طفيلية على كل المهن والقضايا، ويتاجرون بكل الشعارات والقيم والمبادئ والمقدسات.. ولا يدفعون ضرائب.!
رابعاً: فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، "مايا خليفة" -بعكسهم- لم تروج لنفسها من خلال هذه القضية النبيلة، ولم تستثمر الحق الفلسطيني في البورصة، ولم تحول المقاومة إلى إرهاب.
وأخيراً: هي اعتزلت مهنة إثارة "الحب"، بينما أولئك الناس لم -ويبدو أنهم لن- يعتزلوا مهنة إثارة الكراهية والعنف والأزمات والقلاقل والفتن.!
في المحصلة: "أولئك الناس". بهذه المعايير. بلا شرف. وبالتالي: لا مجال للمقارنة.!
القضية الفلسطينية قضية إنسانية نبيلة عادلة.. تهم جميع الأحرار في العالم. ومن الطبيعي أن تتضامن معها -كما حدث مؤخراً، ويحدث دائماً- شخصيات ونجوم عالمية شهيرة من مختلف المجالات.
"مايا خليفة" أحد هؤلاء. وكون هذه النجمة الأمريكية ذات أصول عربية لبنانية يضيف إلى هذا الواجب الإنساني، بالنسبة لها، الالتزام بواجب الانتماء الوطني والقومي.
وفي كل حال: عمل هذه المرأة في مجال "سيئ السمعة"، هي مسألة خصوصية للغاية، ولا تبرر مطلقاً للتهكم من تضامنها كما لو أنها ليست إنسانة من حقها التفاعل مع كل القضايا الإنسانية العادلة.!
هذا الحق يتعلق أيضاً بـ"مهند الرديني". من حق هذا "المتحول" أن يتضامن مع قضايا النازحين وضحايا الحرب وأطفال الشهداء.. ومن الغباء والظلم حينها مقارنته بالذين أكلوا الأخضر واليابس، وأهلكوا الحرث والنسل.. في اليمن!