يقولون إن المؤتمر الشعبي العام اليوم شريك للجماعة الحوثية في السلطة، ويتخذون من هذا الزعم ذريعة للطعن في المؤتمر، بينما قيادته في صنعاء، تنفي وجود هذه الشراكة، وقبل فترة قصيرة قال أبو رأس: لا توجد شراكة، وبلاش نضحك على أنفسنا.. وأولئك الذين يطعنون في المؤتمر هم حلفاء للجماعة الحوثية مرتين: اليوم أحزاب اللقاء المشترك في صنعاء حليفة للجماعة، وهي ضمن الأحزاب المواجهة للعدوان، وفي معظم الحالات تصدر بيانات مؤيدة للجماعة باسم أحزاب اللقاء المشترك، وفي كل المناسبات تبعث برقيات تهان باسم أحزاب اللقاء المشترك.. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، أنه في الوقت الذي كان فيه المؤتمر وحكومته يواجهون الجماعة الحوثية خلال السنوات 2004-2010، كانت أحزاب اللقاء المشترك حليفة ومناصرة.
ظلت أحزاب اللقاء المشترك متحيزة إلى جهة الجماعة الحوثية منذ بدأت تمردها المسلح في منتصف العام 2004، وقدمت لها غطاء سياسيا وإعلاميا وألبستها ثوب المظلمة التاريخية.. عملت على ترسيخ صورة مشوهة في أذهان المواطنين، عن الإجراءات التي قامت بها حكومة المؤتمر الشعبي العام.. فاستخدام العنف من قبل قوات الأمن أو الجيش لقمع عنف الجماعة المتمردة هو عند أحزاب المشترك استهداف للمذهب الزيدي، واستهداف للهاشميين.. وأن الجماعة الحوثية مجرد حركة ثقافية ليس إلا.. وأن حسين بدر الدين الحوثي وأتباعه لا يقومون بأي فعل محظور، وإنما يعبرون عن آرائهم، وهذا حق من حقوقهم، التي ضمنها الدستور والقانون لهم، ولغيرهم.. وكانت قيادات أحزاب اللقاء المشترك تعيد وتكرر مقولات حزبي الحق واتحاد القوى الشعبية وتصريحات حسين وأخيه يحيى، بأن حسين بدر الدين الحوثي لا يقوم بأكثر من نشر ثقافة مقاومة الأميركيين القادمين إلى اليمن لاحتلالها، وهو بذلك يقوم بواجب الجهاد! وأن ليس لحسين بدر الدين الحوثي أي نشاط طائفي، أو مذهبي يمثل خطرا على الدولة، بل إن الدولة هي التي ذهبت إليه لكي تحاربه!! وأن الناس يأتون إلى منزل حسين بدر الدين الحوثي لاستماع محاضراته حول المذهب الزيدي والفقه الزيدي، وليس لشيء آخر.. ويمكن للقارئ الكريم العودة إلى البيانات التي أصدرتها أحزاب اللقاء المشترك خلال الفترة التي تسمى الحروب الست -وهي في الحقيقة حرب واحدة بدأت في العام 2004 وما تزال مستمرة إلى اليوم- وفي الفقرات التالية مقتطفات من البيانات التي أصدرتها أحزاب اللقاء المشترك في 23 يونيو 2004، و28 يونيو 2004، و4 يوليو 2004، و5 مارس 2007، و21 أغسطس 2009، و7 نوفمبر 2009، وهي قليل من كثير.
كانت تكتب في تلك البيانات: إن أحزاب اللقاء المشترك تدين أية معالجات خارج إطار الدستور، وتؤكد على الحق الذي كفله الدستور في التعبير عن الرأي.. إن السلطة وحزبها تستخدم في هذه الحرب العبثية! خطابا رسميا، تحريضيا، اتهاميا، غير رشيد, يحمل الحرب ما لا تحتمل من تأويلات مذهبية ودينية وسياسية, داخلية وخارجية.. إن أحزاب اللقاء المشترك تحمل السلطة في المقام الأول مسئولية ما آلت إليه الحرب في مساراتها التصعيدية الراهنة.. تتابع أحزاب اللقاء المشترك حرب صعدة في دورتها السادسة الحالية, وباستراتيجية الأرض المحروقة.. إن الحرب الدائرة عمل قبيح وغير مبررة لا شرعا ولا مصلحة.. إن السلطة تستخدم القضايا الأمنية ورقة سياسية لتصفية الحسابات والثارات السياسية وتقليص مساحة الحريات العامة، واستمرار لغة التخوين والتشكيك في وطنية الآخرين.. تعبر أحزاب اللقاء المشترك عن أسفها لاستمرار السلطة في نهجها المكرس لتجاوز المسئولية الوطنية والشراكة السياسية والتمسك بنفس الأسلوب والمنهج الذي أدى إلى ظهور هذه المشكلة.. إن السلطة حشرت الإقليم فيما لا يعنيه.. لقد دخلت المملكة العربية السعودية في المواجهات العسكرية نتيجة الإدارة السيئة للازمات من قبل السلطة.