ياسر اليافعي
هادي وتحويل الجنوب وطناً بديلاً لـ"علي محسن" وقواته
بالله عاد هادي متوقع يعود صنعاء ويحكم من هناك!، أو حتى عاده متوقع هو وأنصاره يعودوا مأرب ويحكموا من هناك؟.
أيش العلقيات التي معهم.. هل هم أكثر وطنية وغيرة على الشمال من الشماليين أنفسهم؟
لا أدري كيف يمكن لـ"هادي" وأتباعه أن يقبلوا على أنفسهم أن يتحول الجنوب وطنا بديلا لـ"علي محسن" وقواته.
أيش موقف هادي وهو يرى المحافظات والمديريات والقرى الشمالية تتساقط تباعاً وقوات علي محسن في المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت وحقول النفط في شبوة، كيف يفسر الأمر؟.
إذا قلنا إنه خارج التغطية، طيب من حوله من مثقفين وإعلاميين ونخب سياسية، أيش موقفهم؟.
صنعاء لم تقبل بحاكم شافعي يحكمها، أهانوه وطردوه من صنعاء، بعد أن سلمها علي محسن وعلي عبدالله صالح لهم..
واليوم يريدون أن يكون هادي الذي طردوه من صنعاء مطية لهم لحكم الجنوب من جديد مقابل الفتات ومناصب الوهم.
نأمل أن الأحداث المتسارعة تجعلهم يفيقوا من صدمة ووهم أنهم حكام ويعيشوا الواقع.
الجنوب جنوبهم وهم شركاء فيه ولا أحد ينكر ذلك، لكن لن تكون شراكة بعودة قوات الحوثي أو علي محسن إلى الجنوب.
الصحوة مطلوبة سجل لك موقفا يخلده أبناء الجنوب، أما أبناء الشمال لو تعمل لهم بحر في ذمار أو صعدة، أنت بنظرهم منافق، مرتزق، فاشل، ما تتخارجش...
* * *
نزعة الإخوان للحكم هي سبب دمارهم وهلاكهم.
في مصر تسلقوا على حساب الثورة، ووصل مرسي إلى الرئاسة لا جيش بيده ولا أمن ولا حتى الوظائف الإدارية العليا في البلد، وكانت النتيجة هزيمة مدوية.
في اليمن أول ما تحررت عدن ولحج وأبين بفضل المقاومة الجنوبية البطلة ودعم التحالف العربي، سارع الإخوان في الرياض إلى عقد مؤتمر "الرياض" وكلكم يتذكر ذلك، رحلوا أنصارهم وصبيانهم من كل المحافظات، وتوقعوا أن البلاد لهم وأنهم من يحكمها، وبيعطون هادي وأتباعه الفتات أما مفاصل الدولة بتكون معهم.
لم يقرأوا الواقع بشكل جيد ويدركوا أن من حقق الانتصارات على الأرض لا يمكن أن يسمح لهم بالتسلق من جديد أو يمثل على قضيتهم أو يسرق انتصاراتهم.
فشلوا بظهور المجلس الانتقالي الجنوبي، والمعارضة الكبيرة لهم في الجنوب والشمال، وهنا كانت نقطة تحول كبيرة تمثلت في نسيانهم تحرير الشمال وإهمالهم هذه المعركة، واتجهوا إلى الحفاظ على مصالحهم التي اكتسبوها خلال الحرب وكل تفكيرهم كيف يظلوا في السلطة يتحكموا بمفاصلها.
وكانت النتائج عكسية، الشمال راح منهم والجنوب في الطريق إلى ذلك.
الانتهازية والأنانية واستغلال الدين لتحقيق مكاسب حزبية لا يمكن أن تصنع نصرا، ولكم في التارخ دروس وعبر.
*جمعه "نيوزيمن" من منشورات للكاتب على صفحته في الفيسبوك