رحلات حوثية عبر مطار صنعاء تحت غطاء الوساطة العمانية
الحوثي تحت المجهر - منذ 55 دقيقة
صنعاء، نيوزيمن:
غادر وفد بارز حوثي رفيع المستوى، بينهم عناصر مشمولة بالعقوبات الأمريكية، مطار صنعاء متجهًا إلى العاصمة العمانية مسقط، في خطوة تطرح تساؤلات حول استغلال الجماعة للرحلات الإنسانية والوساطات الإقليمية لخدمة أجنداتها.
ويكشف هذا التحرك عن قدرة الجماعة على المناورة السياسية والإعلامية، حيث تتحول رحلات الإفراج عن المختطفين أو الوفود الوسيطة إلى غطاء لإعادة تحشيد قياداتها ومؤيديها دون عراقيل.
وكشف مصدر مطلع للصحفي فارس الحميري عن مغادرة قيادات بارزة في جماعة الحوثي، بينهم مشمول بالعقوبات الأمريكية، من مطار صنعاء متجهين إلى العاصمة العمانية مسقط، في خطوة وصفها مراقبون بأنها استغلال ذكي للوساطات العمانية لتأمين مصالح الجماعة الداخلية والخارجية. وتعكس هذه التحركات قدرة الحوثيين على تحويل عمليات الإفراج عن المختطفين إلى غطاء لإعادة ترتيب قياداتهم وعائلاتهم خارج البلاد، خصوصاً بعد توقف الرحلات الجوية اليمنية.
وفد الحوثيين المغادر ضم يحيى الرزامي، رئيس لجنة المفاوضات العسكرية، وعبدالقادر المرتضى، رئيس لجنة الأسرى، ونائبه مراد قاسم، بالإضافة إلى فريق فني، برفقة وفد عماني وعدد من البحارة الفلبينيين الذين أفرج عنهم بوساطة عمانية. ويعد خروج المرتضى من صنعاء الأول منذ فرض الولايات المتحدة عقوبات عليه في ديسمبر 2024، بتهمة التورط في تعذيب السجناء وممارسات وحشية داخل سجون الجماعة.
مصادر إعلامية أخرى أوضحت أن وصول الطائرة العمانية جرى استغلالها ايضا لإعادة قيادات وأفراد من عائلاتهم كانوا عالقين خارج اليمن منذ توقف الرحلات الجوية، نتيجة الغارات الإسرائيلية الأخيرة على مطار صنعاء الدولي التي دمرت أربع طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية، ما فرض حصاراً جوياً فعلياً على الجماعة.
أفادت المصادر أن الرحلة حملت أكثر من 200 راكبًا، معظمهم من أسر القيادات الحوثية البارزة في صنعاء ومحافظة صعدة إلى جانب تجار وشخصيات موالية للجماعة، لم يتمكنوا من العودة عبر مناطق الحكومة الشرعية بسبب المخاطر الأمنية، خصوصًا بعد توقيف الكابتن المتوكل في مطار عدن واحتجاز الشيخ الزايدي في المهرة. موضحين أن تلك الحوادث دفعت القيادات الحوثية إلى اللجوء لوسائل أخرى بينها طائرات تابعة للأمم المتحدة والرحلات العمانية "الممر الأكثر أماناً".
وأشارت المصادر إلى أن القيادات الحوثية تواجه قيوداً كبيرة على التنقل الجوي، حيث رفضت شركة الخطوط اليمنية تشغيل بقية أسطولها خوفًا من الاستهداف، ما يجعل الوساطة العمانية قناة حيوية لاستمرار تحركاتهم، سواء لأغراض تنظيمية أو لإعادة أفراد العائلات المقربة من قيادات الجماعة.
>
