صلاة الشوارع.. مقاطعة خطبتي الجمعة في زمن الحوثي (صور)
السياسية - Friday 28 December 2018 الساعة 06:09 pmعند ركن في الشارع الموازي لموقع جامع حيهم السكني وسط صنعاء، يقف عبدالله اليريمي باسطاً سجادته لإتمام صلاة الجمعة، ومثله العشرات بل والمئات ممن يؤدون ما باتت تعرف بصلاة الشوارع والأرصفة (صلاة الجمعة)، خارج المساجد ودونما استماع كامل وواضح لخطبتي الجمعة.
يوقف فهمي عبدالواحد سيارته على الشارع العام (شارع هائل) وسط صنعاء، حيث الطريق مغلق بالمصلين أثناء صلاة الجمعة، ويكمل مع رفاقه أداء صلاة الجمعة. يقول فهمي: "خرجنا للسوق وعند العودة إلى المنزل فضلنا أداء صلاة الجمعة هنا، لقد سمعنا جزءا من الخطبة على راديو السيارة".
عزوف المصلين عن صلاة الجمعة في المساجد رغم اتساعها إلى الشوارع المجاورة لها، باتت ظاهرة لافتة في معظم مساجد العاصمة صنعاء، تكشف حالة من النفور والاستياء المجتمعي لخروج خطبة الجمعة ومنبر المسجد بشكل عام عن وظيفته الأساسية واستغلاله لأغراض سياسية والترويج لشعارات ذات أبعاد مذهبية وطائفية، ينعكس صداها في عزوف المصلين عن المساجد ومقاطعة خطبتي الجمعة، بل واكتفاء بعضهم بأداء ركعتي الجمعة على الأرصفة والشوارع العامة.
ويعتقد عبدالله اليريمي، أن خطبة الجمعة هذه الأيام، في معظم مساجد صنعاء، باتت لا تختلف كثيراً عن نشرات الأخبار وخطب السياسيين، ولذلك فهو يفضّل اللحاق بآخر الخطبة وأداء الصلاة مع أصدقائه في الرصيف الموازي لمسجد حيهم السكني. يقول عبدالله " نفعل ذلك منذ وقعت خلافات داخل المسجد بسبب الصرخة بين حوثيين وآخرين من أبناء الحي"، مضيفاً " تركنا لهم المسجد، إنه خالٍ من المصلين. لا أحد يستمع لخطبهم وصراخهم".
وخلال العام 2018م شهد عدد من مساجد العاصمة صنعاء ملاسنات حادة واشتباكات بالأيادي بين عناصر من جماعة الحوثيين وآخرين من سكان الأحياء بسبب محاولة الحوثيين فرض ترديد شعار الصرخة عقب خطبتي الجمعة، حيث ينتشر بضعة أطفال على زوايا المسجد لترديد الشعار، فيما يغادر آخرون المسجد تعبيراً عن تبرمهم ورفضهم استغلال منبر المسجد لأغراض سياسية وطائفية، وتطورت الخلافات في بعض المساجد إلى إطلاق الرصاص وإغلاق أبواب المساجد لأسابيع وإجراء ما يعرف بالتحكيم القبلي.
اقرأ ايضا: اعتزال الجوامع.. خيار سكان صنعاء لمقاومة "خومنة" مساجد اليمن
ويرى الباحث الاجتماعي، عبدالرقيب حسان، أن مساجد صنعاء ومدينة صنعاء تحديداً هي عاصمة ومأوى لكل اليمنيين من مختلف المحافظات والتوجهات السياسية والفكرية والثقافية، وبالتالي فإن أي محاولة لصبغ مساجدها بصبغة مذهبية طائفية هي محاولات بائسة تضر بصنعاء وبمن يسعى لتأطيرها مذهبياً، معتقداً أن عزوف الناس عن أداء صلاة الجمعة داخل بعض المساجد، مؤشر مجتمعي على رفض هذه الممارسات والسلوكيات.
وقال "لم يحدث أن قاطع الناس صلاة الجمعة في المساجد كما هذه الأيام، الناس تفضل الصلاة في الشوارع تحت أشعة الشمس"، معتبراً ذلك ظاهرة غريبة على المجتمع اليمني وسكان صنعاء، معبراً عن أمله في أن تعيد وزارة الأوقاف والإرشاد في صنعاء لخطبة الجمعة رسالتها ولمنبر المسجد وظيفته ودوره التنويري والثقافي الجامع للأمة.