خبيرة أمريكية لـ"نيوزيمن": الإصلاح ينظر للحوثيين كشريك ويجب كبح سيطرته على الحكومة

السياسية - Tuesday 28 July 2020 الساعة 11:55 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

قالت الخبيرة والباحثة الأمريكية إيرينا تسوكرمان، وهي محامية لحقوق الإنسان والأمن القومي ومختصة بالشأن اليمني والتركي والجماعات الراديكالية، إن حزب الإصلاح الفرع المحلي لتنظيم الإخوان المسلمين، انقسم بين تأييد محور تركيا – قطر، وتأييد التحالف بقيادة السعودية، وذلك من شأنه تشتيت الجهود الموحدة ضد الحوثيين.

وأكدت "تسوكرمان" في حديث خاص إلى "نيوزيمن"، أن "الإصلاح دائما وأبدا أقرب من الناحية الأيديولوجية إلى تركيا وقطر، معتبرة أن "السبب الوحيد الذي جعلهم يجلسون على الطاولة مع السعودية لأن أعدادهم كانت كافية بحيث يمكنهم توفير حصن ضروري ضد الحوثيين".

وذكرت أن العديد من الأشياء التي غيرت حساب التفاضل والتكامل حدثت في اليمن، منها قيام الحوثيين بتوسيع نطاق وصولهم بأكثر من طريقة تتجاوز مكانهم في بداية الحرب، وأيضا أصبحت تركيا وقطر أكثر انخراطا في هذه الجهود، وكذلك ضعف التحالف العربي بسبب مزيج من الصراع الداخلي والضغط السياسي من الأمم المتحدة وحملات التضليل في وسائل الإعلام الغربية وقوى إيران وتركيا / قطر ضدهم في اليمن مثل أجزاء أخرى من المنطقة، وهو أسوأ بكثير مما كانت عليه عندما كانت إيران الممثل الرئيسي الوحيد في المشهد.


>> خبيرة أمريكية: تركيا "خطر أيديولوجي" في اليمن وتعز نقطة البداية لتهديد نفوذ السعودية

وذكرت أن حزب الإصلاح لم يعد يشعر بالتهديد من الحوثيين، بل ينظر إليهم بشكل متزايد على أنه شريك محتمل، بسبب المصلحة المشتركة.

وشددت أن كل الإسلاميين الذين اعتلوا السلطة يكون نموذج حكمهم فاسدا وضعيفا وغير فعال ويخدمون أنفسهم وأجنداتهم، لكنهم في هذه العملية يقدمون وعودا عظيمة ويجعلون السكان يستعدون ضد بعضهم البعض ككبش فداء لخدمة قوى خارجية.

وقالت الخبيرة الأمريكية، إن حزب الإصلاح يتطلع إلى توسيع سيطرته وممارسته لإقصاء الجميع عن طريق التحريض على الصراع بين اليمنيين الآخرين، وفي النهاية التوصل إلى بعض ترتيبات الحكم والتنسيق بشأن تقسيم الأراضي مع الحوثيين.

وشددت "تسوكرمان" على ضرورة أن يتمكن السعوديون من كبح جماح القادة المقيمين في المملكة (قادة إخوان اليمن) ودفعهم إلى عكس مسارهم والتركيز على الحوثيين.

كما نوهت إلى ضرورة أن يركزوا (السعوديون) على توحيد جميع اليمنيين الآخرين - بمن فيهم المجلس الانتقالي الجنوبي والمقاومة الوطنية، والتحالفات الأخرى، وجمعهم، والتعامل مع الإصلاح كجزء من مشكلة. في حين أنه في البداية كان من الممكن بالنسبة لهم إجراء هذه الترتيبات مع الإصلاح بدافع الضرورة، إلا أن الإصلاح وضع نفسه بطريقة تنفر أنصارا آخرين محتملين أكثر التزاما بمحاربة الحوثيين.

واستطردت قائلة: "إذا كان الهدف الرئيس هو محاربة الحوثيين، وإذا لم يعد الإصلاح جزءاً من هذا الحل، فعليا، يجب الوقوف ضده، ليس فقط سياسيا ولكن أيديولوجياً، ويجب استثمار الموارد لمواجهة نفوذه.

وأكملت "وإذا كان الإصلاح ينظر إلى نفسه على أنه ينمو ويسود ويتكاثر، فإنه يمكن أن يشعر أنه يسيطر على التحالف، وأن السعوديين يعتمدون عليهم أكثر من حكومة هادي أو غيرهم، وأنهم وسطاء القوة الحقيقيون، وأن بإمكانهم إملاء شروط التطورات المستقبلية التي لا يمكن السماح بحدوثها.

وختمت الخبيرة الأمريكية "تسوكرمان" حديثها لـ"نيوزيمن"، بالقول: "يجب التقليل من تأثيرهم (الإخوان) إلى الحد الذي يمكن فيه إما السيطرة عليهم واستخدامهم وفقًا للخطة، أو يصبح غير ضروري تماماً. لا يجب السماح لهم بتقسيم التحالف العربي أو أي قوة يمنية مناهضة للحوثيين بأي شكل من الأشكال".