يمنيون في مصر.. العيد لا معنى له والبلاد تمر بوضع مخيف

تقارير - Thursday 06 August 2020 الساعة 11:30 am
القاهر، نيوزيمن، خاص:

يتحفظ الكثير في التعبير عن معنى العيد خارج الوطن، فيما يعبر آخرين عن المناسبة بدون مواربة، بأنها تعيسة مثلًا، وأنهم ليسوا على ما يرام طالما وأنهم بعيداً عن الأهل والوطن.

ذلك كان يحدث في الأيام العادية بالنسبة لليمني، فما بالك وأنه بعيداً عن أهله بشكل "قسري"، نظراً لظروف الحرب التي أيقظتها مليشيا الحوثي، والوضع الإنساني من أسوأ الأوضاع على مستوى العالم؛ بحسب تقارير المنظمات الدولية والأمم المتحدة.

عيد الشوق للوطن

الدكتور جمال الحميري يقول عن العيد خارج الوطن.

تغيرت الدنيا، الفرحة لم تعد تلك الفرحة التي كنا نعيشها، أصبحنا لا نفرق بين يوم عيد واليوم العادي.


وأضاف، أما الشوق فكل شي يهون إلا شوقي للوطن وللأهل والأقارب والأصدقاء لا يمكن وصفه.

يواصل حديثه ورغم كل ذلك إلا أننا مجبرون على أن نبعث التهاني لنخفف عن أوجاعنا ومآسي الآخرين.

الأمة كلها تحتاج إلى الخروج من هذا النفق، على الأقل لتستشعر معاني هذه المناسبات وقيمتها، وعظمتها في لم الشمل، وصلة الرحم، وإغاثة الملهوف، وجبر خواطر الأمهات، وإسعاد الأطفال.

الشعور بالضيق

حين يصل الإنسان إلى الشعور بالضيق لأن الأفق مسدود وكل يوم يزداد المشهد قتامة وبؤس، فلا الحياة استقرت، ولا الأوضاع تطبعت، ولا الاقتصاد تعافي، ولا الرواتب صُرفت، ولا تم الحفاظ على القيم. 

بشير عبده، مقيم منذ سنتين ونصف يقول: "عن أي فرحة تسألني!، لقد كذبت على أمي حين سألتني في إطار حديث جماعي كل إخوتي قالوا بأنهم عيدوا وضحوا حين وصلت عندي قلت لها وانا أيضا ضحيت.

لا أريد لها أن تحزن،  هذا العيد تحديدا شعرت معه بالضيق خاصة وأنني كنت اطمع أن أكون  برفقة والدي ووالدتي وأهلي.

وختم حديثه، عائشين حياة الغربة التي لا نعلم نهايتها، وقد خطر ببالي سؤال آلمني كثيرًا، هل سنبقى هنا الى أجل غير معرف ولماذا؟

الجريح (ن و ش) رد بقوله حين سألناه عن معنى العيد.

وهل يُسأل مثلي، لا نريد تقليب الأوجاع، أعتقد أن أي شخص يمكنه قراءة ما معنى أن تكون "جريح" حرب وتعيش منذ عامين وأكثر خارج بلدك.

لا قيمة للعيد بالنسبة للجرحى خاصة الذين أفتقدوا للرعاية الصحية المناسية والذين يحتاجون لعمليات جراحية معقدة.

عيد الأسئلة المريرة

أتى هذا العيد ليفرض أسئلة مريرة فالمليشيا ازدادت عتوا وعبث، والأمطار الشديدة خلفت مآسي وأوجاع لدى العديد من المواطنين خاصة في تهامة.

الأوبئة مستمرة في التفشي وخاصة في مدينة تعز والسلطة القائمة تخوض معارك خارج إطار التنمية وخدمة المواطن.

أسعار الريال اليمني منهارة أمام العملات الأجنبية إذ لا قيمة للريال ساعة شراء الحاجيات الضرورية، والاضاحي أسعارها جنونية أمام طاقة المواطن المحدودة.

اليمنيون في القاهرة عالقون في المعاناة، يلاحقون رسوم الإقامة المرتفعة دونا عن الآخرين، يعانون من مواجهة أسعار الاستشارات الطبية والفحوصات وقيمة الأدوية وبعض المستلزمات.


يعانون من أسعار الطيران الجنونية ويعانون من مجرد التفكير بالعودة إلى سجون المليشيا.