الاحتفاء بخسائر الحوثيين لا يحقق نصراً.. وسفينة سقطرى ليست أهم من مأرب

تقارير - Tuesday 08 September 2020 الساعة 11:25 am
تعز، نيوزيمن، باسم علي:

يحتفي إعلام الشرعية ونشطاء الإخوان المسلمين بكثافة الخسائر البشرية لمليشيات الحوثي في مأرب، في الوقت الذي تعمل المليشيات على إظهار فداحة ما تقدمه من كلفة بشرية للسيطرة على مأرب دون تردد، وكأن ذلك جزء من تكتيك عسكري.

لا تؤثر جثث الحوثيين وخسائرهم في مسار المعركة، بل إن المليشيات تستثمر هذا الاحتفاء من قبل خصومها لتخدير أنصار الشرعية بأن الحوثي ينتحر على أسوار مأرب وأنه لا يحقق أي تقدم ميداني، الأمر الذي يخفف الضغط الإعلامي والشعبي على الشرعية وتحالفاتها لخذلانها لمأرب وقبائلها في معركتهم المصيرية.

شراسة المعركة في مأرب تجاوزت كل التوقعات، والمليشيات تدفع بقطعان من البشر دون أي اعتبار لخسارتهم وذلك من أجل إنهاك قبائل مراد والتي تقدم هي الأخرى تضحيات كبيرة في مواجهة مليشيات الحوثي الإرهابية وسط خذلان واضح من الشرعية وغياب رؤية من قبل التحالف أيضا.

مليشيات الحوثي تضغط لكسر قبائل مراد التي شكلت رقما فارقا في مسار المواجهة مع المليشيات الحوثية منذ 2015 سواء كانت مراد كأفراد وقادة في الجيش أو مقاتلين قبليين يذودون عن ارضهم همجية الغازي الحوثي الذي يستثمر الفوضى القائمة داخل مكونات الشرعية.

وسعت المليشيات مسرح عمليات المواجهة مع قبائل مراد ودفعت بأعداد هائلة من المقاتلين الذين جمعتهم من كل الجبهات المتوقفة وتسابق الزمن للسيطرة على مديريات مأرب الجنوبية في حين ينشغل جيش الشرعية بالحشد نحو جنوب اليمن خدمة لمشاريع الإخوان التوسعية والمرتبطة أساسا بأجندة إقليمية.

تنشغل جيوش الإخوان الإلكترونية واعلام الشرعية بإشاعات عن تواجد سفينة إماراتية وصلت جزير سقطرى في حين جيوش الحوثي تكاد تلتهم اهم مناطق الشرعية في الشمال واحدى مناطق الثروات النفطية شرق اليمن، وبدون ترتيب حتى للأولويات في التناول الإعلامي تغيب مأرب التي شكلت ملاذا للهاربين والنازحين وتحولت إلى عاصمة بديلة للإخوان المسلمين بعد صنعاء التي سلموها للحوثيين.

صحيح أن المليشيات تقدم خسائر كبيرة لكنها أيضا تحقق مكاسب ميدانية مهمة منذ سقوط جبهة نهم حتى اليوم، وهذا الأمر يجعل أي كلفة تدفعها المليشيات في الميدان رخيصة مقارنة بحجم المكاسب على الأرض ومن يلقون حتفهم من جنود المليشيات ليسوا أبناء عبد الملك الحوثي ليشعر بمرارة فقدانهم ووجع خسارتهم.

أن تواصل الشرعية وجيوشها الإعلامية وأنصارها التغني بمواكب التشييع الحوثية وتترك الضغط على الجيش وقيادات الشرعية والتحالف لنصرة قبائل مأرب ومنع المليشيات من مواصلة تقدمها جنوب مأرب فإن الخسارة الأفدح لا يمكن تعويضها والتخاذل عن إسناد قبائل مأرب وتركها تواجه جحافل المليشيات منفردة تعد خيانة لا يمكن للتاريخ أن يغفرها ولا التكهن بتبعاتها.