تقرير غربي: إيران تستنسخ نفسها بالكامل في اليمن
الحوثي تحت المجهر - Tuesday 30 March 2021 الساعة 08:59 amقال مركز "يوروبيان آي" المختص بدراسة الجماعات الإرهابية إن دعم إيران لمليشيا الحوثيين، في اليمن، "ليس مجرد صخب جانبي ملائم حديثا لتطويق السعودية"، موضحا أن اليمن ساحة المعركة الرئيسية في تصدير إيران لثورة آية الله الخميني، المحرك لجميع السياسات الإيرانية منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية.
وقال المركز في تقرير حديث (يتكون من 31 صفحة) أعده أوفيد لوبيل، -وهو باحث ومحلل سياسي رفيع المستوى في مجلس الشؤون الأسترالية، ومتخصص بالدراسات الجيوستراتيجية لإيران وروسيا وتركيا في الشرق الأوسط- قال إن "الحوثيين بعيدون عن كونهم حركة محلية، فهم عنصر أساسي وعضوي للثورة الإسلامية الإيرانية وكانوا كذلك على الدوام".
ورأى التقرير أن اليمن "أهم جبهة قتال ضد محاولات إيران لتصدير ثورتها اليوم، خاصة بعدما فشلت الأخيرة في فرض نسخة طبق الأصل من نظامها الديني، في العراق ولبنان".
وقال إن إيران تمكنت للمرة الأولى منذ عام 1979، من استنساخ نفسها بالكامل دون التقيد بأي قيود ديمقراطية أو ديكتاتوريات قائمة كما هو الحال في لبنان وسوريا والعراق وأفغانستان وأماكن أخرى، مما يجعل الحوثيين أكثر تجارب إيران نجاحا في تصدير أيديولوجيتها حتى الآن.
وأوضح أن الحوثيين ليسوا زيديين، وإنما حركة إثنا عشرية جديدة انبثقت عن حركة النهضة الزيدية، التي نشأت منذ عام 1979، وتتصرف بالكامل تحت قيادة وسيطرة إيران.
وقال التقرير إنه "لطالما تم تصوير العلاقة بين الحوثيين في اليمن وإيران على أنها عرض جانبي إيراني حديث نسبيًا بدأ في عام 2009 ردا على تدخل السعودية العلني ضد الحوثيين في حروبهم مع الحكومة اليمنية".
وأكد أن هناك علاقة أيديولوجية عميقة بين إيران والحوثيين تعود إلى عام 1979، إذ أن طهران قامت بتدريس عائلة الحوثي وشركائها بعناية، واستخدامها لتدبير الانقسام الأيديولوجي في حركة إحياء الزيديين.
وبحسب المركز، فإن عرّاب الحركة الحوثية بدر الدين الحوثي، كان عضوا في وفد قادة الشيعة اليمنيين الذي ذهب إلى إيران في عام 1979، ثم استمر في العودة والدراسة هناك طوال الثمانينيات، وكون علاقته بالحرس الثوري الإيراني.
وذكر أنه "خلال ثمانينيات القرن الماضي، درس بعض قادة الحوثيين نوع إيران المتشدد من الشيعة في مدرسة قم الدينية على أمل أن يتمكنوا من محاكاة الأساليب المستخدمة في الثورة الإسلامية الإيرانية في الداخل في اليمن".
ولفت الى أن "تمرد الشباب المؤمن (المسمى الأول لجماعة الحوثيين) في عام 2004 كان مخططا له بعناية منذ فترة طويلة وجزءا من هجوم إيران الإقليمي الأوسع لتطويق المنطقة".
وفي عام 1982، وهو العام الذي تم فيه الاعتراف بحزب الله رسميا لأول مرة كمنظمة في لبنان، أسس الباحث الحوثي صلاح أحمد فليتة (والد المتحدث الرسمي الحالي باسم الحوثيين محمد عبد السلام) أول حركة ثورية إيرانية في اليمن.
ولفت الى أن هذه الحركة تطورت إلى اتحاد (اتحاد الشباب المؤمن) حوالي عام 1986، وفي هذه المرحلة عاد بدر الدين من المنفى -من إيران على الأرجح- وانخرط بأنشطتها بعمق.
الشباب المؤمن وحسين بدر الدين الحوثي: 1990- 2000
وإلى جانب الرحلات العائلية إلى إيران –يقول التقرير- بدأ شيعة لبنانيون وعراقيون مجهولون السفر إلى اليمن للدراسة في مراكز تعليم الحوثيين وإنشاء الحسينيات الإثنا عشرية.
وخلال هذه الرحلات إلى إيران في التسعينيات، وفقًا للدكتور عصام العماد، طور حسين "علاقات عميقة وودية مع آية الله علي خامنئي" واستوعب كل أفكار روح الله الخميني وخامنئي والأمين العام لحزب الله حسن نصرالله.
واستقر كل من حسين وشقيقه عبد الملك في مركز إيران الديني، قم، حيث دعا حسين الجمهورية الإسلامية وحزب الله ليكونا نموذجا لليمن، وكتب كتابا بعنوان "إيران في فلسفة حسين الحوثي".
وفقا للخبير الأمريكي أراش عزيزي، سافر حسين إلى سوريا وإيران في التسعينيات بحثا عن تأسيس حزب الله في اليمن -على الرغم من أن الإيرانيين لم يعتقدوا بعد أن الوقت قد حان.
في غضون ذلك، خلال التسعينيات، بعد اتحاد الشمال والجنوب، انشأت حركة الشباب المؤمن، بمساعدة شقيق آخر من الحوثيين، محمد، وكذلك المرتبط بالحوثيين محمد عزان، صاحبها "معسكرات صيفية'' للتلقين العقائدي. بحلول عام 1994 كانت تستوعب أكثر من 15000 طالب.
وقال التقرير إن "حركة الشباب المؤمن" صُممت على غرار منظمات متطابقة تحمل اسما في لبنان وإيران وأصبحت المكون الأساسي لحزب الله.
ونوه أن حسين الحوثي نفذ رحلات مكوكية بين إيران والسودان في التسعينيات، "بزعم تعزيز تعليمه الديني"، في وقت كان السودان قاعدة العمليات الأمامية للحرس الثوري الإسلامي.
واستطرد القول: "فور عودته إلى اليمن، قام حسين الحوثي بأمر من إيران، بإنشاء فصيل رسمي، بدأ العمل به منذ عام 1996 تحت مسمى "أتباع الشعار". والشعار المعني -شعار الحوثيين اليوم- هو نسخة موسعة من الشعار الإيراني: الصرخة الخمينية".
وخلص مركز "يوروبيان آي" إلى القول إن "التدقيق في محاضرات حسين بعد عودته في عام 2000 يكشف عن هوس مطلق بالمرشد الأعلى الأول لإيران، آية الله روح الله الخميني، وكذلك خليفته علي خامنئي، نصر الله -وكل ما يهتم به حقا هو محاربة الولايات المتحدة وإسرائيل".