سوق الطيور في سيئون.. ملتقى اقتصادي لتجاوز صعوبة الحياة
متفرقات - Saturday 11 February 2023 الساعة 08:27 am
سيئون، نيوزيمن، خاص:
يحظى سوق الطيور في مدينة سيئون، مركز وادي حضرموت، بإقبال كبير من المواطنين كل يوم جمعة، كونه أحد الملتقيات الاقتصادية التي يحرص على ارتيادها عشاق وبائعو الطيور من أبناء المدينة ما جاورها.
حركة بيع نشطة يقودها عدد من البائعين المعتمدين على خبراتهم البسيطة لعرض الطيور، في حين أن هناك العديد من الشباب تستهويهم تجارة وتربية الطيور والحيوانات ذات الأنواع المتعددة والأسعار المختلفة من طيور التربية والزينة وغيرها.
الصقور والنسور والحمام والدجاج والأرانب وطيور الزينة تجدها في مكان واحد تملأ المكان ضجيجا كأنك في غابة حقيقة، يقصدها أصحاب الهوايات والباحثون عن الابتعاد عن هموم الحياة اليومية كمتنفس لهم في بلد لا يزال يعاني من تبعات الحرب وآثارها.
غالبية الباعة يقومون بالعرض لهدف تجاوز صعوبات الحياة فأنواع الطيور والحيوانات الأليفة النادرة بين جنبات هذا السوق هي معروضة للبيع لأصحاب الهوايات والتي باتت رائجة بين الكبار والصغار، فهي لا تحتاج إلى رأس مال كبير، ما جعل أعداد الزائرين يزداد أسبوعا بعد الآخر.
السوق يجذب مزيداً من الناس
كل شخص يتباهى وكأنه ملك متربع على عرش مملكته الخاصة في هذا السوق الشعبي القريب من قصر سيئون وسوقها العام، وجعلت أنواع الطيور المختلفة السوق علامة مميزة تجذب الناس لزيارته والتجول فيه، وفقا لما يقول البائع "صبري صلاح" لـ"نيوزيمن".
ولفت صلاح إلى أن السوق يتم لعدة ساعات من فجر الجمعة وحتى منتصف النهار فقط، ويتم فيه عرض أنواع مختلفة من الدجاج (الفيومي والحمام الزاجل) في مجال هوايته، موضحاً أن انعكاس الظروف الحالية وانجرارها إلى منحنى خطير من الصعوبة جعلت الكثيرين يقومون بتربية الطيور وبيعها، كونها لا تكلف الكثير من الخسائر وربحها بالجملة تنسيك مرارة التربية الطويلة.
الأطفال الأكثر مبيعاً
فيما أكد "عماد باجري" أن السوق يحظى بإقبال كبير من مختلف الزائرين من محافظات البلاد ودول الخليج، مشيراً في حديثة مع "نيوزيمن" إلى أن وجود الأطفال في السوق يجعل من الزائرين يقومون بالشراء لمعاونتهم في مصاريف مدارسهم حتى يتمكنوا من إعالة أسرهم أيضاً، لتفاقم الحالة المعيشية للأسوأ في بلد عصفت به الحرب من كل جانب وأكلت الأخضر واليابس.
من جانبه، استعرض صائد الصقور "وليد باعباد" من أبناء مدينة سيئون معاناة البحث عن الاصطياد للفرائس بين الطرقات والجبال والهضاب سعياً لطلب الرزق وكهواية لتربيتها في منزله وبيعها بأثمان طائلة، موضحاً أن الاصطياد يحتاج إلى المزيد من الصبر لفترة وقتها الأكبر من الصباح وحتى الظهيرة، وغالبية الصقور التي يتم اصطيادها في وادي حضرموت: صقور الباسل والحر والعقاب والشاهين والباز.
تجارة مربحة
إلى ذلك، أكد مربي الحمام "سليم الحنضلي" الزائر من محافظة عدن، أن السوق لبى رغباته كمربى طيور وجعله يقوم بالعمل في البيع والشراء بهواية ونفسية وراحة بال وباعتياد وشغف كبيرين من دجاج الكولمبي والكوشن والبولش، موضحاً أن سوق الجمعة للطيور تجارة مربحة سواءً بالبيع أو الشراء أو الذبح بعد التربية وبيعها.
حينما ترى سوق الطيور أو تمر بجانبه للوهلة الأولى يبدو وكأنه احتفال أو مسابقة خاصة يتهافت عليها الأهالي للفوز بها، لكن شغف التربية والبيع والشراء للطيور والحيوانات الأليفة جعل من هذا السوق علامة خاصة ومتميزة تجذب الهواة وتستهويهم شعورياً صبيحة كل يوم جمعة.
