أسئلة الحرب والتحالف في اليمن بين 26 مارس (2015- 2020)؟

تقارير - Wednesday 25 March 2020 الساعة 09:52 pm
نيوزيمن، كتب/ أمين الوائلي:

أين وصلت عمليات وأهداف التحالف الداعم للشرعية وإنهاء انقلاب المليشيات الحوثية بعد خمسة أعوام؟ وكم تبدو المسافة الفاصلة -اليوم- بين الحلفاء/ التحالف/ الشرعية وبين صنعاء واستعادة العاصمة والدولة والجمهورية؟ وكيف صارت مسافة الحرب من عدن أقرب إليها من صنعاء؟

عشية حلول الذكرى الخامسة لانطلاق العمليات الجوية والعسكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية في اليمن ضد المليشيات الحوثية الانقلابية، ذراع إيران، وتحت عنوان رئيس "دعم الشرعية في اليمن"، تبدو خارطة التحالفات داخل التحالف غيرها قبل خمسة أعوام وأكثر ضبابية وشكوكاً بالنظر إلى طول المسافة الزمنية وتراجع اليقين إزاء جدية الأدوات وكفاءة القوى التي استقبلت واستهلكت الجزء الأكبر من دعم وتمويلات وجهود التحالف وتحولت فيما بعد إلى طارد للتحالف وأفلحت في تهشيم ضمانات شراكة حقيقية بين قطبي التحالف الرئيسيين.

التوسع في رقعة العمليات العسكرية وما يبدو واضحاً أنها مكاسب جغرافية -ارتدادية- تحققها مليشيات الحوثي باقتطاع معاقل وجبهات رئيسية على حساب الشرعية ومن ورائها التحالف، ولد شعوراً متزايداً ويجد له صدى في وسائل التواصل والإعلام؛ بأن التغيرات الانقلابية المفاجئة على خارطة الحرب ليست بمعزل عن "أجندة" محور مضاد باتت أياديه تتوغل بعمق وبفاعلية في داخل معسكر الحلفاء/ التحالف والشرعية، الأمر الذي يفسر -لدى البعض على الأقل- جزءًا من (ظاهرة) تداعي القوات والجبهات بداعي الانسحابات التكتيكية.

من وقت مبكر كانت وجهات النظر تطرح فرضيات (خلافية) ثم تحولت مع الوقت إلى تفسيرات تستقطب أعداداً متزايدة من المؤمنين، بأن جزءًا من قرار وإرادة وتوجهات الشرعية يراعي مصالح وحسابات المتمردين الانقلابيين في النتيجة/النتائج التي راكمت الشواهد على إتاحة أجواء مريحة ومواتية عسكرياً ليحقق هؤلاء مكاسب سهلة من جبهة لأخرى.

تعززت التفسيرات المعروضة في ظل غياب أي تفسير آخر وانصراف المعنيين عن التفسير أصلاً في كل الانتكاسات والمرات التي حضر فيها الخذلان والانكشاف المريع عن غياب الاستراتيجية والخطط المفهومة أو على الأقل الأولية والبديهية.

وخلال ذلك كان التحول العسكري جنوباً المتغير الأكثر دلالة في انحراف الحرب أو الانحراف بالحرب وبمجهودات تحالفها الداعم عن الأهداف/الهدف المركزي الرئيس والأهم إلى أهداف ثانوية وأجندة دخيلة تعيد تفكيك وتوجيه المعركة معاركَ أبعد ما تكون عن المعركة الأولى ترافقاً مع حملة موجهة ومبرمجة استهدفت رأس التحالف وفك شراكة الحليفين الكبيرين والرئيسيين واشتغلت من داخل التحالف والشرعية نفسيهما بينما تكرس غرباً شعور بالإحباط أمام تكريس خيار التسليم الفوقي للسيطرة الحوثية وتمكين المليشيات من التوطين والتنمر.

وصولاً إلى نهم والجوف واحتدام القتال على أبواب مأرب، لا تملك الشرعية ولا حتى التحالف أي تفسير مقنع يحترم حق الناس والجمهور والضحايا في معرفة ما يحدث ولماذا وكيف؟

وفي المقابل يتحرك الحوثيون ويحركون وينقلون الحرب وفقاً لأولوياتهم من مكان لآخر ومن إقليم لإقليم. وتساعدهم على ذلك استراتيجية عسكرية غريبة للغاية كرسها الطرف الآخر والحلفاء؛ تهدئة الجبهات وإيقاف المعارك في معظم وأهم المحاور والقطاعات، عندما يركز المتمردون جهودهم على جبهة واحدة، وكأن هناك من يساعدهم بالفعل لضمان عدم تشتيت قواتهم وإرهاق قواهم.

وحتى اليوم فإنّ قيادة التحالف غير مهتمة بمعالجة القلق والغموض والشك العميق وهو يضرب أرضية ونفسيات ومعنويات القاعدة الشعبية والحاضنة الاجتماعية والمحلية المناهضة للحوثيين وتتوخى مصيراً مشابهاً أو أن تجد نفسها في أي وقت الضحية التالية؛ مكشوفة الظهر ومتروكة أمام قوة البطش والاكتساح الهمجي، دون أي دعم أو إسناد. وليس هذا فحسب، وإنما دون أي تفسير لاحق لماذا وكيف حدث هذا ومن يتحمل المسؤولية؟