القعيطي والعولقي والنقيب جابر.. 3 ضحايا لقاتل واحد

تقارير - Tuesday 02 June 2020 الساعة 06:25 pm
عدن، نيوزيمن، هاني علي:

شهدت مناطق جنوب اليمن، ثلاث جرائم اغتيال متفرقة، في ظرف أيام، إحداها طالت مسؤولا أمنيا في محافظة حضرموت، مناهضا لتنظيم الإخوان المسلمين، والثانية استهدفت عسكريا في قوات نخبة شبوة، فيما استهدفت الثالثة، المصور الصحفي نبيل القعيطي، في مدينة عدن.

وظهر الثلاثاء، اغتال مسلحون ملثمون المصور نبيل القعيطي، في مديرية دار سعد شمالي العاصمة عدن، حيث أطلقوا عليه النار قرب منزله وفارق الحياة أثناء إسعافه إلى مستشفى "أطباء بلا حدود".

ويعد القعيطي من أبرز المصورين الصحافيين خلال معركة تحرير عدن من الحوثيين في العام 2015، وهو أحد المصورين المعتمدين لدى وكالة "فرانس برس".

وفي العام 2016، فاز القعيطي بجائزة "روري بيك" في لندن، وهي جائزة سنوية تمنح لأفضل صحافيي الفيديو المستقلين حول العالم.

وجاءت عملية اغتيال المصور نبيل القعيطي، عقب لعبه دوراً محورياً في تغطية معارك القوات الجنوبية مع مليشيا الإخوان في محافظة أبين شرقي عدن، حيث شكل منفرداً جبهة إعلامية في مواكبة المواجهات على الأرض، وفضح ادعاءات تحالف الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي وتنظيم الإخوان.

وتشير أصابع الاتهام في اغتيال المصور الصحافي نبيل القعيطي إلى حلف جماعة الإخوان والقاعدة وألوية الحماية الرئاسية التي يقودها نجل عبدربه منصور هادي (ناصر).

في هذا السياق قال الكاتب السياسي، نبيل الصوفي، معلقا على اغتيال القعيطي، في حسابه على الفيسبوك، "في شقره تجمع ما بقي من تحالف القاعدة والإخوان وعلي محسن وناصر عبدربه".

وأضاف الصوفي: "القاعدة أكثرهم صدقا في حربها هناك.. والبقية مستثمرين أوغاد.. هو نفسه التحالف المسيطر على شبوه، ووادي حضرموت وله سطوته في مأرب لولا أن القبيلة الماربية محتفظة ببعض نفوذها وتضايق عليهم".

وتابع: "اغتيال نبيل القعيطي يشبه حوادث الاغتيال نفسها التي تستهدف جنود النخبة في شبوة واستهدفت مدير أمن شبام حضرموت".

وخلص الصوفي الى القول: "الجنوب أمام تحدٍ كبير، فهو انتصر عسكريا وتماسك سياسيا.. والان يواجه لؤم الاغتيالات وهي أحقر التهديدات الأمنية."

ثلاث جرائم ومنفذ واحد

وجاءت عملية اغتيال القعيطي عقب أيام فقط من اغتيال النقيب صالح بن علي جابر مدير أمن مديرية شبام بمحافظة حضرموت جنوب شرقي اليمن، إثر كشفه معلومات عن قيام قوات المنطقة العسكرية الأولى الموالية للجنرال علي محسن الأحمر بإطلاق عناصر من تنظيم القاعدة، من السجن الخاص الموجود في مقر قيادة المنطقة في وادي حضرموت.

وتصاعدت وتيرة الاتهامات لقيادة منطقة العسكرية الأولى، بعد عملية اغتيال النقيب صالح بن علي جابر، مدير أمن مديرية "شبام"، مع اثنين من مرافقيه، بواسطة عبوة ناسفة بمنطقة العادي القريبة من حاجز تفتيش لقوات الأحمر.

واتهمت شخصيات سياسية وقبلية بمحافظة حضرموت، قيادة المنطقة العسكرية الأولى بالوقوف خلف عملية اغتيال مدير أمن شبام.

وأتت عملية اغتيال النقيب صالح بن علي جابر بعد أسابيع من تعرضه لمحاولة اغتيال برصاص جنود يتبعون المنطقة العسكرية الأولى يعملون في تجارة القات على خلفية منعهم للبيع في الأسواق وسط المدينة.

كما جاءت عقب كشفه في رسالة موجهة إلى مدير عام الأمن في وادي وصحراء حضرموت، عن قيام قيادة المنطقة العسكرية الأولى بإطلاق سراح سجناء من تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، كانوا قد اعتقلوا في قضايا متعلقة بالإرهاب خلال فترة تولي المقدم بندر العتيبي مهمة قيادة قوات التحالف العربي في حضرموت، وتم أخذ أقوالهم واعترافاتهم بالانضمام إلى الجماعات الإرهابية.

وحمل مدير أمن شبام حضرموت، في الرسالة، قيادة المنطقة العسكرية الأولى مسؤولية ما قد يترتب على إطلاق سراح تلك العناصر الإرهابية، ويبدو أن هذا كان سبب اغتياله جسدياً.

انتقام للهزائم

وفي وقت سابق اغتالت قوات الأمن الخاصة الموالية لتنظيم الإخوان المسلمين في محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن، عسكريا في قوات النخبة.

ونصبت مليشيا الإخوان كمينا مسلحا للجندي طلال فريد العولقي، في سوق مديرية نصاب، وأسفر الكمين عن مقتله.

وتعليقا على الجريمة كتب الناشط السياسي علي الأسلمي على "تويتر": "انتقاما للهزائم التي تلقتها مليشيات لعكب الإخونجي في شقرة قامت بإعدام طلال فريد محمد العولقي الجندي في النخبة الشبوانية".

وأضاف: "لا مبرر لسكوت أبناء شبوة عن هذه الجريمة دم هذا البطل المسالم عار على كل شبواني ولن يسقط بالتقادم".

في حين قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي سالم ثابت العولقي، إنَّ الشرعية سقطت في أبين عسكريًّا وسياسيًّا وأخلاقيًّا وإنسانيًّا.

وغرد العولقي على حسابه في "تويتر" يقول: "سقوط الشرعية الإخوانية في جبهة أبين ليس عسكريا فحسب بل سياسي وأخلاقي وإنساني في نظر العالم أجمع، ولهذا من الطبيعي أن تبحث عن منفذ يخرجها من هذا المأزق الذي وضعت فيه نفسها بنفسها بناء على حسابات أيديولوجية خاطئة".

وأضاف العولقي: "جنوب اليوم ليس جنوب العام 1994م".

عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي أكّد أنّ شعب الجنوب لن يقبل أن يحكمه أو يهيمن عليه أدوات الإرهاب.