ياسر العواضي من زاوية أخرى: عُقدة هادي وعلي محسن!

تقارير - Friday 19 June 2020 الساعة 10:45 pm
المخا، نيوزيمن، أمجد قرشي:

التذمُّر من خذلان الشرعية بات مستهلكاً جداً وكأنَّ هناك من لا يريد أن يفهم جذر المشكلة.. وجذرها ليس في مكان آخر غير رأس الرئيس ونائبه. حالات البطولة والمواجهة تثير مشاكل كبيرة عند من يتفاخرون بالنجاة فراراً.

يمثِّل ياسر العواضي، السياسي الشاب والشيخ القبلي والقيادي الحزبي، النقيض من كهلي الرئاسة والسلطة في الشرعية: عبدربه منصور هادي، وعلي محسن الأحمر. وهناك أسباب كثيرة تدفع للاعتقاد بأن هادي والأحمر يتشاركان الموقف السلبي نفسه تجاه القيادات الشابة والشخصيات العامة التي تستقطب الإعجاب والمناصرين ولا تدين بالفضل أو بالتبعية لأي منهما.

هناك طابور طويل من الأسماء والقيادات التي تكالبت عليها المؤامرات والخيانات للتخلص منها واحداً بعد الآخر، والعرض ما زال مستمراً، و"العجلة تدور" كما يكرر هادي، وجميعهم من أعداء وخصوم الحوثيين، والتخلص منهم مصلحة مشتركة للحوثيين ولإخوان الشرعية أو لعلي محسن وهادي ودائرتيهما شخصياً.

-جملة اعتراضية-

لم يطلب ياسر العواضي دعماً أو مساعدة من شرعية باعت جبهاتها ومكاسبها مجاناً للحوثي. لكن الحديث هنا يدور عن شرعية تخون أعداء الحوثي ومقاوميه بدلاً من الإقبال عليهم ودعم خياراتهم الشعبية والمحلية طالما فشلت هي في تحقيق ما هو أكثر من الهزائم وتعظيم مكاسب الانقلابيين.

>> بياضنة النكف وصدمة "ليلة الغدر".. هل رصد الإخوان ظهور "صالح" في ردمان؟

أما احتفالات الإخوان وناشطيهم وكتائبهم في مواقع التواصل، ومن الساعات الأولى، بالخيانات الحقيرة التي فتحت ثغرات في ظهر قبائل ردمان وآل عواض للحوثيين، فإنها تعبير صادق عن حال جماعة منحت الحوثيين جبهات ومحافظات محررة بعتادها ومعسكراتها سلاماً بسلام.

من حجور إلى ردمان

عند الحديث عن مواجهات قبائل ردمان والنكف القبلي في البيضاء يصعب أن لا نتذكر حجور وقبائل حجور التي غدرت بها الرئاسة وقيادة جيش على رأسه علي محسن وفي نطاق نفوذ مناطق وألوية عسكرية على رأسها قادة يتبعونه ومن البيت الإخواني. لقد باع إخوان الشرعية والأحمر الحجوريين للحوثيين نكاية بالرموز السلفية لمقاومة حجور من خارج بيت الإخوان الحزبي.

الاعتبارات نفسها تتكرر في البيضاء مع ياسر العواضي، القيادي المؤتمري الذي يستثير غيرة وحقد الإخوان (ياسر أحد مصابي تفجير جامع الرئاسة في يونيو 2011)، في محافظة خذلها إخوان وجيش علي محسن على مدى خمسة أعوام وأمعنوا في استهداف وإقصاء وتهميش المقاومة الشعبية ورموزها ومناطقها في البيضاء وبين البيضاء ومأرب بينما فرضوا مدرسين وموجهين من خارجها قادة لألوية عسكرية ومعسكرات استحدثها الإخوان تباعاً وحتى قيادة المحور. ومؤخراً كان مساعد قائد المحور ومدير ماليته يعود إلى صنعاء محملاً بأموال ومخصصات الألوية والجبهات.

خبرات وخيارات

خيانة وخذلان الشرعية للمقاومات والانتفاضات المحلية والشعبية وتركها سائغة لآلة البطش والاجتياح والقتل الحوثية تؤخذ تبعاً لخيانة هذه الشرعية وقياداتها ومراكزها لجبهات الشرعية نفسها والتي أعيد تسليمها للحوثيين بطريقة درامية سلسة في نهم والجوف بصفة خاصة ومهادنة الحوثيين في جبهات أخرى ومحافظات مترامية والتآمر على عملية تحرير الحديدة والساحل وتثبيت الحوثيين عليها.

لم ينتهِ شيء، والمعركة لم تلق أوزارها في مديرية ردمان وما زال الوقت مبكراً ليحتفل الإخوان أو الحوثيون بنتيجة المعركة التي بدأت للتو ولا تنهيها مجريات وخيانات يوم أول مهما كانت مؤلمة وصادمة. لا يملك أحد فكرة عملية وناجزة عما يمكن أن يحدث فعلياً في الأيام التالية. الخيارات متروكة لأهل النكف، ولن تذهب بهذه السهولة ريح قبائل مزروعة في أعماق صخور وجبال البيضاء. والمرجو بالعكس من ذلك هو أن هذه المعمعة في البيضاء سوف تشكل متغيراً جوهرياً في مسار أشياء كثيرة.

في رأس الرئيس ونائبه

بصفة خاصة وشخصية فإنّ هادي وعلي محسن يشعران بعقدة نقص أمام قيادات شابة تعيد الاعتبار للشجاعة والبسالة والنخوة والصمود والتحدي والبطولة والمواجهة ونبذ الفرار أو الهرب. إنها النقيض منهما. علاوة على ذلك يشعر الرجلان بالخطر على مستقبلهما السياسي (...) ويستشعران تهديداً حقيقياً أمام قيادات محلية وقبلية أو عسكرية. وسوف يوفر الحوثيون، بالنسبة لجماعتي هادي ومحسن، خياراً عملياً ومريحاً في هذه الحالة للتخلص من مصادر الخطر وتغدو المصلحة ضمنية ومشتركة.

يستقوي الحوثيون بالشرعية على هذا النحو ويمنحهم ذلك مكاسبَ مريحةً. تمثل هذه الطبقة الخؤون من القادة مصدر هزيمة وعار وخطر لا يقل خطورة عن مليشيات ذراع ووكلاء إيران والأتراك وقطر مجتمعين.