كل اليمنيين والدمع في مقلهم فرحة بفوز منتخب الناشئين خرجوا تلقائياً إلى الشوارع والأزقة والميادين، النساء بزغاريدهن والأطفال بحلمهم الذي يرسمونه أملاً في تحقيق حياة لا تخلو من الرياضة والمنافسة والألعاب، هتف اليمنيون بكل ما يمتلكون من قوة في صوتهم، رغبة بالفرح وذرفاً بالدموع والتوق ليوم السلام الشامل وقد تخلصوا من أئمة الظلام ومليشيا الخراب.
أراد الحوثي وهو ينظر إلى تلقائية الناس وقد تفجرت متوحدة في الهتاف "بالروح بالدم نفديك يا يمن" فاستعرّ غضبه وأدرك شنيع صنعه الذي خلق فواصل زمنية ومكانية بينه وبين الناس، ورأى رفضاً واضحاً خالياً من أي توجيه لفواعل خارجية، رأى رفضاً لمقامه المصطنع ونزوعاً تلقائياً لمشروعه، فأرسل بصواريخه الحاقدة على مدينة مأرب لتقتل فرحة اليمنيين هناك واحتفالهم بفوز منتخب الناشئين على نظيره السعودي.
حاول الحوثي أن يتدارك تلقائية الناس بالفرح وتوقهم لعودة الحياة، وخاصة في صنعاء التي يجثم على أنفاسها، فأطلق لذبابه الإلكتروني أن يصطنعوا فرحةً لفوز منتخب الناشئين، وأن لا يظهر –أي الحوثي- بصورة الشذوذ عن الفرحة الجماعية لكل اليمنيين، أراد أن يسرق على الناس فرحتهم وأن ينسب فوز المنتخب لنفسه، وكأنه من أوحى لهم بالفوز، وكأنه من دربهم وأقام على تدريبهم المعسكرات الرياضية، يريد الحوثي أن يخفي قبحه خلف هتافات الناس فرحة بالفوز، فحاول أن ينسب إليه هذه الفرحة، ومن جهة أخرى أراد قتلها بإرسال الصواريخ على ساكنيّ مأرب.
ابتهجت عدن وصنعت تعز فرحة عظيمة، واكبتها الفرحة في المخا، وتنقلت بين الناس في ذمار، وخرجت إلى الشوارع في صنعاء، كل هذه الفرحة العظيمة المتوجة بروح اليمن والجمهورية، جعلت "الشيطان" الحوثي يفيق من هيلامانته المزعومة وتفوقه المصطنع على اليمنيين نسباً وحسباً، هذه الفرحة استفتاء "مقاوم" وضع الحوثي في خانة الرفض الشعبي له ولمشروعه التدميري والكهنوتي، كشفت الستار عن حقيقة شعبية الحوثي الوهمية، وعمّقت من فضح دوره في وأد حياة اليمنيين وتحويلها إلى حروب واقتتال وإرهاب.
منتخب الناشئين لم يتلق أي دعمٍ من الحوثي، ولو كان قد تلقى، فإنه لن يحصل إلا على معسكرات للتدريب القتالي، ولن يجد المنتخب طريقا إلى ملاعب كرة القدم، بل كان سيجد امامه الطريق ممهداً إلى جبهات القتال، يرفض الحوثي كرة القدم كما يرفض الحياة بسلام لهذا الشعب، يرفض الحوثي الحياة وكل ما يدعو إليها، فما بالكم بكرة القدم، لذلك هو الوحيد الذي يرفض فرحة اليمنيين، ويرفض السلام لهم، ويرفض أن تُفتح ثغرة للنور في أرض اليمن.
الحوثي لعنة لا يمكن محوها إلا بكسره، وشيطان يريد أن يستمر في تحويل حياة اليمنيين إلى حروب ومآسٍ وخراب إلى الأبد، يرفض الحياة ويرفض السلام، ويرفض حتى على الناس فرحتهم بالفوز الرياضي لمنتخب الناشئين..
شكراً لمنتخب الناشئين صناعة هذه الفرحة.