محمد عبدالرحمن
غُربة الحرب.. أجساد المقاتلين خبز في مائدة حكومة "معين"
ونحن في غمرة الوجع الذي أسدلته الحرب على أجسادنا، وفي ذروة التشرد في المنافي بحثاً عن مأوى مؤقت ريثما تنمو من بين فوهات البنادق ملامح نصر نستعيد به بلادنا وأرضنا من مخالب الحرس الثوري الإيراني ومرتزقته الحوثية، هناك في الجهة المقابلة من يبيع أجساد الشهداء والمقاتلين على ضفاف أنهار أوروبا وفي حوانيت إسطنبول، هناك من يبيع الموتى بأكفانهم ليتنعم بالثمن المقبوض بالدولار أبناؤهم ونساؤهم.
كل تلك الدماء التي ساحت في أرض المعركة كانت هي الموج الغاضب الذي استنزفته القيادات الإخوانية التي سيطرت على مفاصل المعركة وقراراتها من فنادق الرياض، استنزاف للأمل والدم المشبّع بالتضحية، لتقف خلف ذلك إيرادات طائلة من الأموال بالعملة الصعبة من خلال تحويل ثروات البلاد إلى مصارف وبنوك وحسابات تلك القيادات، ومن ثم العمل في مسار آخر لاستمرار استنزاف دماء المقاتلين وبيع أجسادهم عمدت القيادات الإخوانية إلى نهب كل المنح الدراسية والمساعدات التي قدمتها الحكومة للدارسين في الخارج، وإزاحة أبناء الشعب وتسجيل أبنائهم وبناتهم على الرغم من الثراء الفاحش الناتج من بيع الموتى خبزاً على رصيف الخيانة.
تظهر قيادات الإخوان في ليال شبيهة بسبتمبر ومايو يذرفون الدمع ويرتلون النشيد الوطني، يرفعون أصواتهم بأسمائهم مناضلين اكتنزوا النضال وكأن شظايا الحرب تملأ وجوههم، في لقطة حقيرة تضع تلك القيادات في مصاف أقبح ما انتجته الخيانة والولاء العميق للفساد ولو على حساب أجساد الشهداء وأنين الجرحى، لقطة هي للتاريخ اليمني الذي يسجل أحداثه على صفيح من نار الوجع.
لا يستحون عندما يذهبون بأبنائهم إلى ترف العيش ورغد الحياة في كل بقاع العالم، في الوقت الذي يهتفون بأبناء الضعفاء للذهاب إلى الموت ومنح الجبهات المزيد من الدماء والأجساد لتستمر عملية بناء ذواتهم وأرصدتهم ورغد الحياة لأبنائهم، لا يستحون عندما يدينون الوطن ويعلنون الولاء للفساد بكل جرأة، لا يستحون وهم يرون أنين الجرحى يطوف شوارع القاهرة بحثاً عن الدواء، لا يستحون وهم يرون الجوع يطوف بيوت الشهداء، لا يستحون وهم يبيعون أجساد الشهداء ولا يستحون وهم يرون في أحلامهم ويسمعون لعنات الراحلين تدك قلوبهم.. إنهم فقط لا يستحون.
لا يجب أن نترك أجساد الشهداء عرضة للبيع، ولا يجب أن نسكت على بقاء قيادات الإخوان عائقاً أمام افتتاح باب للنصر والتقدم صوب تحقيق الأمل، لا يجب أن نسكت أمام بيع ونهب ثروات البلاد لصالح ثلة من الفاسدين الذين أثبتوا أنهم بفسادهم في صف واحد مع المليشيات الحوثية الإرهابية، صف مع الإجرام الحوثي، صف في اغتيال حلم استعادة بلادنا.