يمنية أنا، وعشت في مجتمع وبيئة وعقليات عندها المرأة والعرض خط أحمر، و من تعدى عليه يقفز الرجال كالوحوش الضارية لنهشه.
وكل يمنية تعرف ذلك وعاشته في محيطها، وكل اليمنيين أيضًا يعرفونه ويتبعونه في حياتهم ومع أُسرهم، لدرجة أنه لو كان هناك شخص معروفا عنه البلطجة والشر ،حين يتعلق الأمر بعاره وعرضه، فإنه يقاتل من أجل هذه المعاني المجتمعية النبيلة التي تربينا عليها.
طبعًا، ليس هذا الكلام بجديد علينا جميعًا، إنما الجديد أنه وفي عهد قوم الحوثي، قوم الكهوف والهمجية، انقلبت كل موازين المجتمع وأولوياته وصار العرض مباحًا والشرف مباحًا والحرمات صارت مزادًا يرتاده عديمو الشرف والعرض.
فصارت المرأة في عهد الحوثي تُنتهك حرماتها وتُعتقل وتُسجن ويُحكم عليها بالإعدام ورجال اليمن صامتون والحمية القبلية ميتة، ولنا في قضية الناشطة فاطمة العرولي والحكم عليها بالإعدام، لدليل واضح على الانتهاك الصارخ للمرأة اليمنية، بالإضافة إلى العديد من قضايا الاختطاف والسجن والتنكيل والتشهير بالعديد من الناشطات والصحفيات والإعلاميات والمرأة اليمنية بشكل عام.. كل هذا في عهد النازي الحوثي.
في كل النزاعات كانت المرأة تُحيّد من كل أشكال الانتهاكات، إلا في عهد هذه العصابة، صارت الحرمات مباحة وحينما فرضت رؤاها الظالمة أهانت المرأة وعملت بها ما لم يعمله النازيون والإسرائيليون.
ولا ندري كيف استطاع الحوثي أن يجعل من رجال اليمن هكذا دونما حمية؟
وكيف غسل أدمغتهم وقتل فيها كل عُرف وعار وشرف وعرض؟
وكيف صمت ويصمت رجال صنعاء وحجة وذمار وصعدة وقبائلها على كل هذه الإهانات لنسائهم وبناتهم وزوجاتهم؟
يا قبائل اليمن.. أين ذهبت حميتكم وعاركم وقبيَلتكم؟
ألهذا الحد قتل الحوثي فيكم كل حمية وعار وشرف؟
ويا للعار!